كما صارَ واضحاً في موضوع مبادرة رئيس مجلس النّواب نبيه بري: الحوار، الحوار ومن ثمّ الحوار.
مهلاً، “الحوار” déjà vu “وبقوِّة كمان”. فأوّل من أطلق هذه المبادرة هو رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عبر تسميتها “طريق الخلاص”..
مهلاً، إعتادَ النّاس على الدّعوةِ إلى مائدةِ طعام على مدِّ العين والنّظر.. ولبّوا الدّعوة.. فلما لم تُلبَّ دعوة باسيل آنذاك للحوار؟
مهلاً، فنحن نرحِّب بالحوار في أيِّ زمان ومكان.. إيماناً بأنّهُ خلاص لبنان، بلد التّعايش.
مهلاً، فكيفَ للحوار أن يتمّ وبعض المدعوّين على المائدة “مش رمّانة بس قلوب مليانة”؟
مهلاً، هل تحرّكوا ساكناً وهبّت فيهم رياح الوطنيّة.. وأَخيراً؟
مهلاً، ما هي قيمة الحوار إذا هؤلاء “البعض” لم يأكلوا من طبق المصلحة العامّة لأنّهم إعتادوا على التّذوّق بشهيّة من طبق المصلحة الخاصّة؟
على أرضِ الواقع، أن تأتي متأخّراً خير من ألّا تأتي أبداً.. نحن اليوم أمام هذه الوليمة، قوامها مائدة وطبقها الرّئيسي الحوار.. على أمل ألّا تكون هذه الوليمة صُوَرِيّة، وأن تنتج طبق يرضي اللّبنانيّين أوّلاً!
فبعد تشخيص الحالة المرضيّة التي يمرّ بها لبنان، نأمل أن تكون هذه طاولة الحوار هي الدّواء لدائِه، نأمل أن يكون طبق الحوار هو العلاج الأبدي للشّفاء من أمراضه، كما ونأمل أن يتناول لبنان هذا الطّبق ليشهد خلاصه.