من حيث الشكل، المشهدُ الرئاسي صار اوضح:
مرشحٌ للثنائي هو سليمان فرنجية، في مقابل مرشحٍ تقاطعت حولَه الكتلُ المعارِضة ونوابٌ مستقلون وتغييريون من جهة، والتيارُ الوطني الحر من جهة اخرى.
اما ما يتبقى، فدعوةُ الرئيس نبيه بري الى جلسة، واكتمالُ النصاب في الدورتين، ليصبح للبنان رئيس هو الرابعُ عشر بعد الاستقلال.
غير ان المسألةَ من حيث المضمون، اعقدُ من ذلك بكثير.
فإذا كان الموقفُ الاقليميُّ والدولي غيرَ حاسمٍ بعد بالنسبة الى مرشح الثنائي، فهو غيرُ مكتملٍ بالنسبة الى المرشح الآخر.
واذا كان مرشحُ الثنائي خاليَ الوفاض من ايِّ مشروعٍ اصلاحيٍّ وانقاذي، فمشروعُ المرشح المقابل عرضةٌ منذ طرحِ الاسم لجملةٍ من الهجمات من خصومٍ سياسيين.
وإذا كان مرشحُ الثنائي ضعيفاً جدا على المستوى النيابي المسيحي، فالمرشحُ المقابل لا يحظى حتى الآن بتأييد ايِّ نائبٍ شيعي.
وفي هذا الاطار، كان للنائب حسن فضل الله اليوم موقفٌ معبّر، جدّد فيه الدعوةَ الى الحوار والتلاقي بين اللبنانيين، لكنه قال:
“إن كلَّ التوصيفات التي أُعطيت لمرشحهم المستجد، لا تنطلي على أحد، ولا تعني لنا شيئا، فهو بالنسبة الينا مرشحُ مواجهةٍ وتحدٍّ، قدّمه فريقٌ يخاصم غالبيةَ اللبنانيين، ولا يمكن لهذا المرشح أن يحوزَ على ثقتهم أو ان يحظى بتأييدِ الغالبية النيابية، ولذلك لا أمل لهم ولمرشحهم الجديد في لعبتهم المكشوفة، وهذه المعركة ستفشل كما فشل غيرُها، لأننا ومن داخل نصوصِ الدستور، والعمليةِ الديموقراطية، سنحول دون تحقيقِ أهدافهم، ولن يتمكنوا من فرض مرشحهم على بقية اللبنانيين، لا دستورياً، ولا سياسياً، ولا إعلامياً”.
في الخلاصة، ما جرى في الساعات الاخيرة مهمٌّ ومؤثر، ولو انكر المتضررون سياسياً من خلط الاوراق.
اما انتخابُ الرئيس الجديد، فيتطلّب عاجلا ام آجلاً، اعادةَ نظر من المتعنّتين، وتفهّماً وتفاهماً بين جميع اللبنانيين، لأن في ذلك مهما تأخر، ممراً آمناً وحيداً نحو خلاصِ لبنان.