قفزت الجبهة الجنوبية إلى الواجهة فجأة امس على إثر اطلاق صواريخ على مستعمرات اسرائيلية شمال فلسطين المحتلة، ما جعل الوضع في الجنوب امام احتمالات شتى، في ظلّ توعد اسرائيلي بالردّ على القصف الذي إن حصل قد يدحرج الوضع إلى مواجهة مفتوحة لا يمكن التكهن بمداها.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية”، انّ الاتصالات شدّدت على تفسير موقف لبنان الرسمي على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والديبلوماسية، وإصراره على أهمية فهمه للظروف الاستثنائية التي تمرّ فيها المنطقة، وما انتهت إليه اجراءات الحكومة الاسرائيلية التي فجّرت الوضع في الداخل الفلسطيني، للتغطية على الآثار الخطيرة التي تسبب بها النزاع على مستوى المؤسسات الدستورية في اسرائيل. فبات اي تطور او اعتداء على فلسطينيي الداخل ودول الجوار الاسرائيلي، وارداً في اي لحظة، للخروج من المآزق الداخلية. كذلك شدّدت الاتصالات على تأكيد التزام لبنان مقتضيات القرارات الدولية، ولاسيما منها القرار 1701، وهو لن يوفّر فرصة للتعاون مع القوات الدولية لتنفيذ هذه القرارات.
ولذلك، اكّد الجانب اللبناني رفض الحكومة ان يكون لبنان أو جنوبه منصة تهديد على يد أي طرف، وترك التحقيقات الجارية مع “اليونيفيل” تأخذ مجراها حتى النهاية التي يطلبها دعاة السلام في المنطقة الجنوبية.
على انّ الاتصالات شملت مختلف الاطراف ولم تستثن احداً من المعنيين. وهي حملة ديبلوماسية تقاطعت مع مجموعة الاتصالات التي أجرتها قيادة قوات “اليونيفيل”، التي بقيت على تواصل عبر ضباط الارتباط بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، تزامناً مع لجنة التحقيق المشتركة التي شكّلتها “اليونيفيل” والجيش اللبناني، وأثمرت وضع اليد على مجموعة المنصات التي استُخدمت في القصف، وهي تقع عند مثلث قرى القليلة والمعلية وزبقين في قضاء صور في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي المنطقة التي اعتادت مجموعات مسلحة فلسطينية على استخدامها لسنوات عدة أكثر من مرة.
وجاء ذلك قبل ان تنطلق مجموعة قذائف اخرى بعد بداية الليل من سهل مرجعيون في اتجاه الجليل الأعلى ومستوطنة المطلة المواجهة لها. وترافق ذلك مع اطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة فوق المطلة، بالتزامن مع إطلاق صافرات الإنذار من حين لآخر، في ظلّ تحليق للطيران التجسّسي في سماء المنطقة.