الجمهورية : توجّه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري اليوم إلى قطر في زيارةٍ رسمية تدوم يومين، يلتقي خلاها أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعدد من المسؤولين القطريين الكبار، وفي مقدمهم رئيس الحكومة ونائب رئيسها وزير الخارجية الذي لم تسمح له الظروف بلقائه أثناء زيارته الاخيرة الى للبنان، على رغم الاتصالات المفتوحة بين الطرفين.
الدوحة على الخط
وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ»الجمهورية» انّ زيارة الحريري لقطر تكتسب بتوقيتها أهمية بالغة الدقة، فهي تتزامَن مع عودة نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني من طهران بعد لقائه نظيره الايراني محمد جواد ظريف حيث ناقشا معاً العلاقات المشتركة ونتائج قمة «العلا» الاخيرة لدول مجلس التعاون الخليجي، التي رفعت الحصار عن قطر الذي كانت تفرضه عليها الدول الخليجية الأربع المجاورة لها.
وتوقفت المصادر عند مضمون تصريح الوزير القطري عقب لقاءاته الايرانية، والذي اكد فيه استعداد بلاده لدعم «العملية السياسية والديبلوماسية من أجل عودة إيران والولايات المتحدة الاميركية إلى الاتفاق النووي وخَفض التوترات الإقليمية». وقد تزامَن هذا الموقف مع معلومات ديبلوماسية أفادت انّ الوزير آل ثاني تناول الوضع في لبنان خلال محادثاته مع المسؤولين الايرانيين، وذلك في ضوء زيارته له الاسبوع الماضي، حيث لمّح خلال بعض لقاءاته اللبنانية الى حراكه في اتجاه إيران وإمكان البحث معها في قضايا تتصل بالازمة اللبنانية لِما لطهران من دور في الأزمة القائمة وتأثيرها في ما يجري من تحضيرات ومبادرات لتشكيل الحكومة الجديدة، على رغم الاصرار الايراني على رفض المبادرات الخارجية إزاء لبنان، ولا سيما منها الحراك الفرنسي الذي انتقده مسؤولون ايرانيون في اكثر من مناسبة خلال الايام القليلة الماضية.
إتصالات أميركية – قطرية
الى هذه المعطيات، توقفت مراجع ديبلوماسية امام ما اعلن قبل زيارة آل ثاني لطهران، من انّ اتصالين هاتفيين أجراهما الوزير القطري خلال عطلة نهاية الأسبوع مع مسؤولين كبيرين في الادارة الاميركية الجديدة، هما مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان والممثل الأميركي الخاص بالشأن الإيراني روبرت مالي، اللذين يسعيان الى تسويق الصيغة الاميركية الجديدة المطروحة لمعاودة المفاوضات مع طهران في شأن ملفها النووي، والشروط الجديدة التي حدّدها الرئيس جو بايدن خلال حملته الانتخابية وبعد تَسلّمه مهماته في البيت الابيض في 20 كانون الثاني الماضي.