40% من البشراويين قالوا لا لمعراب

الأخبار: مرّ الوقت ثقيلاً على قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بعد إقفال صناديق الاقتراع في مدينة بشري أول أمس، إذ بقيت أعصابه مشدودة حتى الثامنة والنصف مساء، نظراً إلى حماوة المعركة وتقارب النتائج بين اللائحتين المتنافستين. لذلك، لم يتردّد «الحكيم» في النزول إلى الرقص والدبكة عندما تبيّن فوز اللائحة المدعومة من حزبه على اللائحة المدعومة من الإعلامي رياض طوق.

 

وإذا كان الفوز متوقّعاً فإن القلق كان مبرّراً، خصوصاً بعدما تبيّن هزال انتصار «الزعيم» في معقله، وهو ما يبدو أن «القوات» كانت تتوقّعه أمام لائحة سقفها أعلى من سقف «القوات» نفسها.

 

ولهذا السبب، حضر جعجع قبل 3 أيام إلى بشري ليتواصل مباشرة مع المقترعين ويستنهض الشارع البشراني في ما أراده استفتاءً شعبياً له، بينما لعب مسؤولوه والنائبة ستريدا جعجع على وتر نوايا «الآخرين» بإسقاط «الحكيم» في بلدته وضرورة منع ذلك مهما كلّف الأمر. وهو ما يناقض كلامها للإعلام حول عدم إدلاء جعجع بصوته «لأنه يعتبر كلّ الأهالي في بشرّي أبناءه».

 

وفيما شدّد رئيس الحكومة نواف سلام على «حيادية السلطة التنفيذية وعلى تأمين نزاهة العملية الانتخابية»، لم يكن حضور وزير الصناعة القواتي جو عيسى الخوري إلى بشري قبل يوم من الانتخابات لضمان النزاهة والحياد، وإنما كحزبيّ ملتزم أمضى النهار «مندوباً متجوّلاً» بين ماكينة القوات الانتخابية ومراكز الاقتراع للحثّ على انتخاب لائحتهم.

 

وقد يحتاج الأمر إلى إيضاح من رئيس الحكومة حول توجّهات حكومته والوزراء الموجودين فيها، والذين يمكن لكل منهم التمثّل بعيسى الخوري والحشد في بلدته لمصلحة الحزب الذي يعبّر عنه.

 

على أيّ حال، ورغم كل التجييش القواتي، كادت مواجهة بشري أن تنتهي بخسارة مدوّية. فالفارق بين آخر الرابحين في لائحة القوات، مارلين كيروز (2920 صوتاً)، وأول الخاسرين في اللائحة المنافسة، يوسف طوق (2349 صوتاً)، بلغ 571 صوتاً، ما جعل فوز القوات هزيلاً جداً، علماً أن ستريدا جعجع ركّزت في الأيام الماضية على مقارعة خصومها بالتخوين والادّعاء بأنهم ينتمون إلى «محور الممانعة»، رغم أن المرشحين فيها هم من الناشطين في القوات أو ممن كانوا يدورون في فلكها حتى الأمس القريب.

 

وفي معرض احتسابها بشري ملكاً خاصاً، اعتبرت أن مجرد الترشح في وجه «القوات» يعني تحوير المعركة سياسياً، ملغية حق المواطنين في الترشح على أي لائحة في إطار تنافس تنموي تختلط فيه العوامل السياسية بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والنسيج العائلي. ويبدو أن هذا الادّعاء بالذات كان لمصلحة لائحة طوق، وهو ناشط سياسي لا ينتمي إلى عائلة إقطاعية ولا يلقى دعماً حزبياً بل يحاول مع مجموعة من الشباب ممن يتّبعون الخط السياسي نفسه للقوات، الإثبات بأن مدينة بشري ليست حكراً على أحد.

 

وربما من المفهوم إزاء ذلك أن يقرع الخطر أبواب «القوات»، وأن تُقرع الأجراس للحشد، فـ«الإقطاع» في بشري وباقي الأقضية لم يعد عنواناً يستقطب الجمهور ويطعمه خبزاً أو يشبع الجيل الجديد الراغب بكسر المحظورات. والدليل أن أكثر من 40% من أهالي مدينة بشري صوّتوا ضد القوات في بيت رئيس الحزب سمير جعجع والنائبة ستريدا طوق جعجع.

You might also like