وداع رسمي وشعبي لنهاد الشامي في كنيسة مار ميخائيل – المزاريب. الرقيم: كليمة القدّيس شربل وعلامة أعجوبته الناطقة والدائمة والشاهدة

ودع لبنان وقضاء جبيل  نهاد الشامي، في مأتم رسمي وشعبي مهيب، حيث ترأس صلاة الجنازة لراحة نفسها في كنيسة مار مخائيل في بلدة المزاريب وعرستا، المطران جوزف نفاع ممثلا البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ، في حضور النائب سيمون ابي رميا ممثلا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ، النائب سليم الصايغ ممثلا الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ، عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط ، النائب البطريركي على نيابة جونيه المارونية المطران انطوان نبيل العنداري ، رئيس دير مار مارون عنايا الاباتي طنوس نعمة، خادم الرعية الخوري جبرايل حاتم ولفيف من الكهنة والاباء، رئيس المجلس البلدي بشير افرام والاعضاء، رؤساء بلديات ومخاتير  وعائلة الفقيدة والاقارب وحشد من المواطنين 

الرقيم البطريركي 

بعد الانجيل المقدس تلا الخوري جوزف صفير الرقيم البطريركي وجاء فيه : “المرحومة نهاد الشامي، عزيزتكم وعزيزتنا، كليمة القدّيس شربل، وعلامة أعجوبته الناطقة والدائمة والشاهدة، منذ الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني 1993، تنتقل اليوم إلى بيت الآب في السماء لتنعم بالمشاهدة السعيدة التي عاشتها بالإيمان والممارسة والأمومة السخيّة فإنّا معكم نذرف عليها دموع الأسى، ومعكم نرافقها بصلاة الرجاء في عبورها إلى بيت الآب في السماء، الذي “لم تصنعه أيدي بشر” (را 2قور 5: 1)”.

واضاف : نهاد الشامي إبنة دورس البعلبكيّة، والدها المرحوم الياس التنوري، ووالدتها المرحومة يهوديت سليم الدوليبي. في هذا البيت المسيحيّ تربّت على الإيمان والصلاة مع شقيقيها وشقيقتيها ، ارتبطت في سرّ الزواج المقدّس بالمرحوم سمعان اسطفان الشاميّ سنة 1952، وعاشا ما بين بلدتي المزاريب والغابات، ثمّ في بلدة حالات. كانت حياتها مثاليّة في الحبّ والعطاء، فأنجبت إثني عشر ولدًا: سبعة صبيان وخمس بنات، بعدد الرسل الإثني عشر، أعمدة كنيسة المسيح. وبعد أربعين سنة وهي بعمر خمس وخمسين سنة أصيبت بفالج ألزمها الفراش وبين يديها اثنا عشر ولدًا، وهم بحاجة ماسّة إلى خدمتها ، وإذ لم يعد لديها أي أمل بالشفاء طبيًّا، خاطبت من فراش آلامها صورة القدّيس شربل التي بقربها: “أهكذا تريدني عاجزة عن خدمة أولادي؟” وفي الليلة نفسها، وهي غارقة في النوم، أتاها راهب يقول لها: “سأصنع لك عمليّة”، أمّا هي فاعترضت: “لا يا أبونا، فأطبّاء المستشفى قالوا: “لا مجال لإجراء عمليّة”. ولمست عنقها فرأت دماء تسيل من جرح. فقامت سالمة توقظ زوجها”. 

وتابع : هذا الجرح الدامي في عنقها ظلّ شهادة ناطقة لتدخّل القدّيس شربل. فأمرها أن تقصد محبسةعنّايا مع عائلتها والدير حيث جثمان القدّيس شربل للشكر في كلّ 22 من كلّ شهر. وما إن صعدت العائلة في الشهر التالي حتّى انضمّ إليها عشرات الآلاف ، أمّا بنظرنا فالأعجوبة الدائمة هي ما يصنع الله بشفاعة القدّيس شربل من أعاجيب روحيّة في نفوس هؤلاء عشرات الآلاف من المؤمنين الذين ينضمّون إليها كلّ ثاني وعشرين من كلّ شهر. وباتت هذه العادة على تزايد في كلّ شهر صيفًا وشتاءً، وقد أصبحت متّبعة في أكثر من بلد من بلدان الإنتشار”.

واردف: “أثناء خدمتي الأسقفيّة في أبرشيّة جبيل العزيزة، كنت بين أوائل الوافدين إلى منزل نهاد الشامي، حيث أهداني طبيبها جزءًا من الخيط الذي استعمله القدّيس شربل في تقطيب الجرح في عنقها. وكنت أوّل معلنيّ هذه الأعجوبة. وفي محضر خاص، أعربت عن شكرها للقدّيس شربل على رجوعها إلى خدمة أولادها، فقاطعها المرحوم زوجها: “بل اذهبي الآن وأخبري عن جودة الله لما صنعه لكِ بشفاعة القدّيس شربل” وفي الواقع شهدت نهاد الشامي في حاضرة الفاتيكان لدى القدّيس يوحنّا بولس الثاني، وفي المكسيك، وفي الأردن. وقد أوحي إليها تلاوة مسبحة الورديّة وزياح العذراء في كلّ يوم خميس، وبناء كابيلا على اسم القدّيس شربل، ففعلت ، واليوم تسلّم الروح إلى الله في شهر أيّار الذي اعتادت فيه على تكريم العذراء، ومسبحتها لم تفارق أناملها، وبعد أسبوع من ميلاد القدّيس شربل، راجية المشاهدة السعيدة في مجد السماء”. 

وختم: “على هذا الأمل، اكرامًا لدفنتها وإعراباً لكم عن عواطفنا الأبويّة، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران جوزف نفاع، نائبنا البطريركي العام في منطقة الجبة من الأبرشية البطريركيةالسّامي الاحترام، ليرأس باسمنا الصلاة لراحة نفسها، وينقل إليكم تعازينا الحارة. تقبل الله روح فقيدتكم الغالي في فسيح جنانه، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء”.

وفي ختام الصلاة كانت كلمة بإسم العائلة التي تقبلت التعازي من المشاركين ووري جثمان الراحلة في مدافن العائلة .

You might also like