من سيخلف جو بايدن في البيت الابيض؟ من المهم معرفة الجواب على هذا السؤال، وهو لن يتأخر كثيراً، حيث من المتوقع أن تبدأ معالم النتائج بالظهور مع ساعات الصباح الاولى. فالأهم من الشخصية التي ستفوز في الانتخابات الاميركية، السياسة التي ستعتمدها حيال الشرق الاوسط بشكل عام، ولبنان بشكل خاص، بعيداً عن منطق الحملات الانتخابية والوعود التي تبقى وعوداً طالما لم تترجم على المستوى السياسي والاجرائي.
فما الذي يطلبه لبنان اليوم؟
المطلوب لبنانياً، إنهاء الحرب في غزة بأسرع وقت ممكن، وإطلاق السعي الجدي نحو حل الدولتين، ومن ضمنه درء خطر توطين اللاجئين الفلسطينيين على ارض لبنان.
المطلوب لبنانياً، حفظ سيادة لبنان، ومدخلها في هذه المرحلة وقف اطلاق النار، والتطبيق الجدي للقرار 1701، من الجانب الاسرائيلي أولاً، وتالياً من لبنان. فآلاف الانتهاكات الاسرائيلية براً وبحراً وجواً قبل العدوان الاخير لا ينبغي ان تبقى مسموحة بعد نهاية الحرب، تماماً كتجاوز منطق استراتيجية الدفاع الوطني التي اتفق اللبنانيون على وجوب اقرارها في جميع جلسات الحوار الوطني منذ عام 2006، بعدما ورد ذكرها للمرة الاولى في نص وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وكما شددت عليها كل خِطابات القسام والبيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة التي اشترك فيها جميع الافرقاء اللبنانيين من دون استثناء.
والمطلوب لبنانياً، نهضة اقتصادية وانعاش مالي، لا يمكن البدء بتحقيقهما من دون اصلاح فعلي، ومحاسبة عادلة على جميع الارتكابات التي كبدت اللبناني كل جنى العمر.
فأي مرشح للانتخابات الاميركية قادر اكثر على مساعدة لبنان في تحقيق هذه الاهداف؟ الجواب صعب جداً، بين قائل إن الأفضل هو دونالد ترامب، ومناد بانتخاب كامالا هاريس، ومعتبر أن الطرفين في المحصلة طرف واحد في السياسة الدولية والاقليمية العامة.
وفي انتظار النتيجة، الحرب مستمرة، وقد تستمر لآجل طويل بعدها، طالما النواب اللبنانيون يتفرجون على دول العالم تنتخب رؤساءها، من ايران الى الولايات المتحدة، فيما قصر بعبدا شاغر.