من تشرين لتشرين بالحقّ محصّنين (بقلم جومانا ناهض)

في تشرين تصفّر أوراق الأشجار فتتناثر وتدوس عليها الأرجل. إلّا معنا. فتشريننا ربيع يزهر فيه النّضال وتشرق فيه شمس الحريّة وترتفع معه أصوات العدالة والحقّ.

في ذاك التشرين التّسعيني أرادوا كسر إرادة شعب تشرّب النّضال من نبعه، من قائد جبّار ببدلة عسكريّة وبصوت يصدح فيه كلام لا يزال صداه إلى اليوم: “يا شعب لبنان العظيم”، “عشتم وعاش لبنان”.
أرادوا منه توقيعًا، بضع أحرف من اسم أعظم شخصيّة سياسيّة في تاريخ لبنان. لكنّه فضّل التّضحية بذاته فداءً لشعب تبادل معه حُبًّا غير مشروط ولعلمه بغدر بعض الدّاخل بتغطية من الخارج.
وغاب الجنرال في منفاه بطلّته لكنّه لم يغب بصوته ونضاله من حيث هو، ولم يغب عنّا تشرين، فلكلّ تشرين معنا ذكرى ونضال وعبرة.
وها هي ذكرى ١٣ تشرين تعود اليوم وما أشبهها بالأمس: فئة من الشّعب تعيش الحرب والنّضال وفئة تعيش الغدر وخيانة الوطن والقضيّة.
لكنّ الثّابت بين التّشرينَين أنّ نضال العونيّين استمرّ مُستَكملًا بالتّياريّين، ومعظمهم من الشّباب، الّذين آمنوا بخيار الجنرال العظيم ووقفوا إلى جانب العنيد الآخر جبران باسيل. إنّ نضال باسيل منذ سطع اسمه في السّياسة تحكي عنه الأجيال. واستمرار نضاله، اليوم، في التّشرين المشتعل بحرب على لبنان لهو خير دليل أنّه خير خلف لخير سلف.
لقد كان خطابه بالأمس في ذكرى شهداء ١٣ تشرين فيه من العتب واللّوم والتّقدير والتّصويب وخارطة طريق للنّهوض مجدّدًا بلبنان قويّ من خلال شعب عظيم ودولة قويّة مستقلّة وبعيدة عن المحاور.
“نحنا مش عملا لحدا نحنا وطنيّين” عبارة تكفي لنكون مجدّدًا شعبًا عظيمًا بوجود قائد عظيم في ساحات النّضال حين تنادينا

You might also like