مناشدة من الجامعة اللّبنانيّة: لجلسة استثنائية في بعبدا لإقرار ملف التفرّغ: اليوم قبل الغد!

مناشدة رسمية إلى حضرة وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي المحترمة.

“حضرة معالي وزيرة التربية والتعليم العالي،

تحية تقدير واحترام،

نضع بين أيديكم هذه المناشدة العاجلة باسم الأساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية، الذين بلغوا مرحلة لم يعودوا قادرين فيها على الاحتمال أو الاستمرار تحت وطأة الظروف القاسية المتراكمة منذ سنوات. لقد صمدوا بصمت أمام انهيار اقتصادي غير مسبوق، وتأخّر مستحقات، وتآكل أجور، وقلق دائم على لقمة العيش، وتحملوا انعكاسات أزمات تمتد جذورها بتأثير رجعي إلى عام 2017. لكن هذا الصمود بلغ حدوده.

إنّ ملف التفرّغ لم يعد تفصيلاً وظيفياً ولا مطلباً نقابياً عادياً؛ بل أصبح بابًا وحيدًا للإنصاف، والاستقرار، ولإنقاذ الجامعة الوطنية التي تتآكل قدراتها البشرية يوماً بعد يوم. إنّ تأخير إقراره يشكّل تهديدًا فعليًا لاستمرارية الرسالة الأكاديمية للبنان، في وقت تعيش فيها المنطقة تحوّلات سياسية وأمنية دقيقة، وتزداد فيه الإنذارات بالحرب والبلبلة، ما ينعكس خوفًا وقلقًا يوميًا على مئات الأساتذة الذين ما عادت عيونهم تعرف النوم.

معالي الوزيرة،
إننا نحمّل وزارتكم الموقع الوطني والمسؤولية المعنوية تجاه هذا الملف، ونناشدكم التحرّك فورًا لطلب جلسة استثنائية عاجلة في قصر بعبدا لإقرار ملف التفرّغ اليوم قبل الغد. فالتفرّغ ليس رفاهية، بل ضرورة أكاديمية وإنسانية، وركن أساسي لاستقرار الجامعة اللبنانية ولمنع مزيد من الانهيارات في جسد التعليم العالي العام. كما نتوجه بمناشدة مباشرة إلى دولة رئيس مجلس الوزراء وأصحاب المعالي الوزراء لتحديد جلسة طارئة خلال هذا الأسبوع حصراً، ووضع ملف التفرّغ على جدول أعمالها وإقراره دون أي تأجيل إضافي، حفاظًا على استمرارية الجامعة الوطنية وكرامة أساتذتها.

نأمل منكم اتخاذ الخطوة الحاسمة التي ينتظرها مئات الأساتذة وطلابهم في مختلف الكليّات، وأن يكون صوتكم في مجلس الوزراء هو صوت العدالة والحق، حفاظًا على هيبة الجامعة اللبنانية وعلى مستقبلنا.

مع خالص التقدير والاحترام،
د. إيلي لطوف
أستاذ محاضر وباحث جامعي
كلية التربية – الجامعة اللبنانية”

You might also like