ما يفتح الطريق أمام النقاش في هدنة دائمة؟

مقدمة تلفزيون “أو تي في”

بين تأكيد الرئيس الإيراني أن بلاده تحتفظ بحقها في الرد بالشكل المناسب، واجتماع مجلس الامن الدولي غداً بطلب من ايران، واكتفاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بالإشارة إلى أن إسرائيل ضربت بقوة قدرة إيران على إنتاج الصواريخ، من الواضح أن واشنطن نجحت في احتواء التصعيد الإقليمي، أقلَّه في المدى المنظور، فهل يمكن أن ينسحب ذلك نجاحاً في فرض هدنة، ولو مؤقتة، في غزة، وتالياً لبنان، ما يفتح الطريق أمام النقاش في هدنة دائمة؟

حتى اللحظة، كل الاحتمالات واردة، ولو أن بعض المتابعين يُبدون تشاؤماً، ربطاً بمصلحة بنيامين نتنياهو في انتظار الانتخابات الاميركية بعد عشرة ايام، ليَبني على الشيء مقتضاه، متفادياً تقديم هدايا سياسية مجانية قد لا تفيد دونالد ترامب، خصوصاً في ضوء التواصل الدائم بين الطرفين، الذي سُئلت عنه اليوم كامالا هاريس، لتجيب بأنه لا يزعجها، لكن من دون أن توضح هل يؤثر برأيها سلباً على جهود ادارة جو بايدن للتوصل إلى هدنة.

وفي وقت تكاد تغيب المعطيات حول مجريات مفاوضات الدوحة، كشفت وكالة رويترز نقلاً عن مصدر وصفته بالمطلع ان المحادثات تهدف إلى إقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على وقف إطلاق نار في قطاع غزة لمدة تقل عن شهر، على أمل أن يؤدي ذلك إلى اتفاق أكثر استدامة. ولفت المسؤول الى أن تفاصيل الصفقة أو أعداد الرهائن والسجناء لم تتضح بعد.

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فتعمَّد الكشف أن القاهرة اقترحت وقفا لإطلاق النار لمدة يومين في غزة لتبادل أربع رهائن إسرائيليين مع بعض السجناء الفلسطينيين. وأوضح السيسي أنه خلال 10 أيام من الهدنة، سيتم وفق المقترح المصري، التفاوض على استكمال الإجراءات في القطاع وصولا إلى وقف كامل لإطلاق النار.

أما لبنانياً، فالترقب سيد الموقف لمصير مفاوضات الدوحة، كما لنتائج زيارة آموس هوكستين لإسرائيل، لمعرفة هل يعود غداً الى بيروت حاملاً جواباً اسرائيلياً ايجابياً على المقترح الاخير، علماً أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيليّ أكد الليلة وجوب انجاز مهمة التأكد من أنّ حزب الله لم يعد يهدّد الشمال.

وفي الموازاة، واصلت اسرائيل تصعيدها الميداني والسياسي، وجدد بنيامين نتنياهو وصف الحرب الدائرة في غزة ولبنان بالوجودية التي لن تنتهي إلا بالنصر. وعلى وقع حادثة غاليلوت، والانباء الواردة عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان، قاطع أقارب عدد من قتلى هجوم السابع من تشرين الأول خطاب نتانياهو، في مؤشر واضح الى اعتراض داخلي متزايد على الافق المسدود للحرب، والتمديد اللامحدود للأعمال الحربية الاسرائيلية في غزة ولبنان.

You might also like