ليس مشروع تدريب… مشروع تمويه وتوطين! – بسّام صرّاف

في وطنٍ تُنهب فيه الخزينة قبل أن تشرق الشمس، ويُداس شبابه على أرصفة السفارات عند المغيب، يُهان العلم ويُجفف الاقتصاد، وتُسحق الكرامة بين طوابير الخبز والبنزين…
يخرج علينا من يزفّ “بشرى” مشروع ممول بالكامل – لا للبناني – بل للنازحين السوريين فقط!
على أرضنا… وبأموال الخارج… وبأيدٍ محلية تشارك في الجريمة وتصفّق!

اللافتة؟ “مبادرة إنسانية”.
لكن المضمون؟ مؤامرة مقنّعة لنسف الهوية، وبدء مرحلة التوطين الناعم، بعنوان مخدّر: “تمكين” و”تدريب”.

مشروع تدريبي في الذكاء الاصطناعي – عصب الاقتصاد العالمي اليوم – يُطلق من قلب لبنان، ويُمنح حصرياً لفئة واحدة لا تحمل جنسية هذا البلد!
أما اللبناني؟ ابن الأرض، المعطّل عن العمل، المُهجّر من حقه، والمكتوي بجحيم الانهيار؟
فهو خارج المعادلة… أو في أحسن الأحوال، خادم مأجور لمن سيُزاحمه غداً على آخر فرصة باقية!

هنا، لا مجال للصمت.
ما يحصل ليس مجرد خلل في “تصميم البرامج”، بل خيانة موصوفة.
ما يحصل هو إقصاء متعمّد للبناني، واستبداله بشريك خارجي في وطنه، على عين الدولة والمجتمع الدولي!

من يتحدث عن “مبادرات خيرية” عليه أن يشرح:
أي خير يُقصي المواطن عن حقه؟
أي إنسانية تُسحق فيها أولويات اللبناني أمام أجندات الخارج؟
أي “شراكة محلية” تُصفّق لتذويب الهويّة وتفكيك المجتمع؟!

نقولها بوضوح:
نحن لا نُحمّل النازح ذنب التهجير، بل نحاسب من يتآمر لتحويله إلى مقيم دائم بديل.
نحن لا نرفض التدريب، بل نرفض أن يُحرَم اللبناني من وطنه، ومن ثم من فرصه.

هذه ليست برامج دعم. هذه خناجر مغروسة في خاصرة الوطن.
هذا ليس تمكيناً… هذا تفريغٌ ممنهج للهوية، وتحضيرٌ مدروس لطبقة بديلة، تعمل وتعيش وتتمدد… باسم “الاندماج الناجح”!

إلى كل صامت، متواطئ، أو مستفيد:
لبنان ليس للبيع، وهويته ليست معروضة في مزادات الأمم.
وشبابه ليسوا جمهوراً يشاهد كيف تُسلب أرضهم وهم يصفقون “للتنمية”!

فلتُرفع الأصوات: كفى تهميشاً، كفى تزويراً، كفى تمويهاً!
كل مشروع لا يضع اللبناني أولاً، هو مشروع استهداف مباشر،
وكل جهة تقبل أو تسكت، فهي شريكة في خيانة الوطن.

باسم الأرض، وباسم كل شهيد سقط ليبقى لبنان، وباسم كل شاب هُجّر من وطنه بحثاً عن فرصة، نقول:
لن تمرّ مشاريع التوطين على جثثنا الصامتة. آن للكرامة أن تنتفض. آن للهوية أن تحمي نفسها. آن للبنان أن يصرخ: أنا هنا… وأرضي لي.

You might also like