حذّر اللواء احتياط إسرائيلي، زيف، الذي شغل سابقاً منصب قائد شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، من أن إسرائيل قد تدخل في ما وصفه بـ”اقتصاد ذخائر” إذا لم تُتم التسوية السياسية في المنطقة.
وقال زيف: “إذا لم نصل إلى تسوية، فإن الشتاء سيحل، ومن غير مصلحة إسرائيل أن تجد نفسها تغرق في الوحل اللبناني”.
وأضاف زيف، أن حزب الله “يتعافى” بسرعة من أي ضربات سابقة، مما يعني أن شروط أي اتفاق سياسي مع إسرائيل تتناقص بشكل تدريجي.
وأشار إلى أن ما كان يمكن أن تحققه إسرائيل في الماضي لم يعد قابلًا للتحقيق في الحاضر أو المستقبل القريب، معتبراً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “ضعيف جداً أمام الأميركيين”، ومشلاً في اتخاذ القرارات المؤثرة.
وأشار زيف إلى أن حزب الله لن يتجاوب مع أي تسوية سياسية ما لم يحصل على تنازلات ملموسة، قائلاً: “إذا لم يُعط حزب الله إنجازاً حقيقياً، فلن يهتم بالتسوية ولن يبقى هناك من يمكن التحدث معه”.
وأضاف، “نعيم قاسم لن يتراجع أو يستسلم، لن يحدث ذلك، فحتى مع حماس لم يحدث الأمر نفسه”.
وأكد زيف على أن “إسرائيل تدفع أثماناً باهظة في الميدان، بينما الوقت يمر والميدان لن ينتظر حتى حلول الانتخابات الأميركية”، مشيراً إلى أن “الإنجازات العسكرية في المنطقة ستتكسر خلال الأشهر المقبلة” في حال استمرت الأوضاع كما هي.
في السياق ذاته، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بأن “حزب الله يمتلك ما يكفي من الصواريخ التي تمكنه من إجبار ملايين المستوطنين الإسرائيليين على اللجوء إلى الملاجئ يومياً”، واصفة هذا الإنجاز بأنه “يُنهك الإرادة الإسرائيلية” ويؤدي إلى تقليص المطالب الإسرائيلية في أي مفاوضات مستقبلية.
وقد رفع “حزب الله” وإسرائيل التصعيد العسكري والسياسي، إلى حدوده القصوى، في الآونة الأخيرة، بإعلان الحزب استهداف تل أبيب مرتين، أولاهما قال إنها استهدفت مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس إلى الحدود الشمالية حيث اشترط نزعاً لسلاح “حزب الله” لقاء وقف الحرب، وقابله الحزب بالتأكيد أن إسرائيل “لن تأخذ بالسياسة ما عجزت عنه بالحرب”، على وقع مسيّرات كثيفة أطلقت باتجاه العمق الإسرائيلي، وعشرات الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل 7 جنود إسرائيليين في منزل مفخخ بجنوب لبنان أمس