نكتب عن عهدٍ لم يكن عادياً، عن رئيسٍ لم يأتِ ليُراكم امتيازات، بل ليُزيل طبقات الفساد المتجذّر في قلب الدولة. نكتب عن الجنرال، الذي دخل إلى بعبدا حاملاً مشروعاً وطنياً، لا طموحاً شخصياً. دخل ليُعيد بناء الدولة، لا ليُعيد إنتاج المنظومة.
منذ اليوم الأول، بدأت الحرب عليه. حربٌ من الداخل والخارج، من خصومٍ تقليديين، ومن حلفاءٍ تخلّوا. كل ذلك لأنه تجرّأ… تجرّأ على فتح ملفاتٍ مغلقة، على المطالبة بتدقيقٍ جنائي، على قول الحقيقة كما هي، لا كما يريدونها أن تُقال.
نكتب عن المؤامرات التي حيكت، عن الثورات الملوّنة التي استُخدمت كأدوات، عن الحملات الإعلامية التي لم تهدأ، عن كل محاولة لتشويه صورة العهد، فقط لأن ميشال عون قرّر أن يُصارح اللبنانيين، لا أن يُخدّرهم.
نكتب عن ملف النازحين السوريين، حين قالها بوضوح:
“لبنان ليس أرضاً سائبة… العودة حق، لا خيار.”
وعن رفض التوطين، حين وقف في وجه الضغوط الدولية، وقال:
“لا وطن يُبنى على حساب وطن آخر.”
نكتب عن كل لحظة حوصر فيها العهد، عن كل مشروع عُرقل، عن كل إصلاحٍ أُجهض، عن كل وعدٍ نُقض. حتى الحلفاء الذين وعدوا، تراجعوا. حتى من ادّعوا الشراكة، اختاروا التخلّي. وتُرك التيار الوطني الحر وحيداً في الميدان، يدافع عن فكرة الدولة، في زمنٍ صار فيه الدفاع عن الدولة جريمة.
نكتب عن الأخطاء، نعم، لم يكن العهد منزّهاً عن الخطأ. لكن لم تكن هناك جرائم. لم تكن هناك سرقات. كانت هناك محاولات إصلاح، اصطدمت بجدارٍ من الحقد، ومن المصالح، ومن التواطؤ.
نكتب عن عهدٍ أراد أن يُحرّر لبنان، فحاولوا أن يُدمّروه. أراد أن يُعيد بناء الدولة، فحاولوا أن يُسقطوه. أراد أن يُنقذ، فاتهموه بأنه السبب في كل مصيبة. وكأنهم أرادوا أن يقولوا: “اذكروا عهد ميشال عون كي لا يتكرر.” لكننا نقول:
“اذكروا عهد ميشال عون، لأنه الوحيد الذي حاول أن يُنقذكم .”
نكتب… لأننا نعرف أن العدالة على الأرض قد تُغتال، لكن العدالة في السماء لا تُخطئ.
وإذا كان التاريخ يُكتب بأقلامٍ مأجورة، فالشعب سيكتبه بذاكرته. وذاكرة الناس لا تُشترى، ولا تُزوّر.
يتبع…


