استضافت لجنة شؤون المرأة في كولكو كندا القاضية غادة عون في لقاء عبر تطبيق زووم و قد شارك به منسق عام قطاع الانتشار السيد نديم جرداق، ومن كولكو كندا المنسق العام السيد أنطوان مناسا، منسقي الهيئات المحلية ومسؤولي اللجان . كما ضمّ اللقاء مسؤولة لجنة شؤون المرأة السيدة نينا عنيد عارج و كل مسؤولات لجنة شؤون المرأة في كافة الهيئات المحلية مع عدد كبير من التيّاريّين الملتزمين و المناصرين في كولكو كندا .
بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية لمسؤولة لجنة شؤون المرأة في كولكو كندا السيدة نينا عنيد عَارِج التي حاوَرَت الرئيسة غادة عون في عدّة مواضيع منها القضائية والسياسية، بالإضافة إلى كل ما تعرّضت له من تحديات وتجارب شخصية عاشتها القاضية في مسيرتها المهنية. بدوره السيّد نديم جرداق هنّأ كولكو كندا على هذا العمل وأكّدَ دور ودعم لجنة قطاع الانتشار في التيّار الوطني الحر للقاضية غادة عون. ختَمَ المنسق العام السيد انطوان مناسا شاكراً الرئيسة غادة عون وقدّم لها درعاً تكريمياً عربون احترام واعتزاز تقديراً لمسيرتها المشرفة في خدمة الحق، وشجاعتها ونزاهتها في وجه الفساد رمزاً للعدالة وضميراً حياً للوطن كما وشَكَرَ لجنة شؤون المرأة في كولكو كندا على هذا اللقاء الشيّق والمميز وكلّ الجهود والنشاطات الاجتماعية والثقافية التي تقوم فيها.
وأيضاً شكر جميع المشاركين على أمل اللقاء في أعمال ومحطّات مقبلة.
السيدة نينا عنيد عارج، قدّمت القاضية غادة عون بكلمة وجدانية جاء فيها:
حضرة الرئيسة غادة عون المحترمة
أعزائي وعزيزاتي المشاركين معنا
أهلاً وسهلاً بكم
كثيرون منكم يعرفن غادة عون القاضية، ولكن قلّة منكم يعرفن غادة الإنسانة. إنها ابنة الكنيسة المؤمنة والملتزمة، تُترجم إيمانها بحياتها اليومية. تبدأ نهارها بقداس يومي وتنضم إلى جماعات صلاة، ومنها جماعة ينبوع الماء الحي مع راهبات الفرنسيسكان source d’eau vive، وجماعة التسلّح الخُلُقي rearmament morale. وحتى لا تنقطع الصلاة عنها، تجدها تجمع أصدقاءها في بيتها مع مرشد من أجل التأمل وتسبيح الخالق.
وتابعت السيدة نينا كلمتها مسلّطة الضوء على أبرز محطات القاضية عون في مسيرتها القضائية، حيث عُرفت بمواقفها الجريئة في مكافحة الفساد والدفاع عن العدالة دون مساومة، رغم الضغوط السياسية والتهديدات.
صيتُها الحسن والهجوم عليها دفع بنا لجنة شؤون المرأة في كولكو كندا إلى رفع صور عملاقة لها على سطوح الأبنية في بيروت، وليس اجتماعنا معها اليوم إلا في هذا المسار ولنقول لها: شكراً على ما قدمتيه للعدالة وللبنان.
وفي الختام، حيّت السيدة نينا عنيد عارج القاضية غادة عون قائلة: “شكرًا على ما زرعتِه من صدق، وما حصدتِه من كرامة. وأصواتُ النشاز التي ارتفعت ضدّك، لن تعلو على صوت الحق.” وختمت بكلمات نيلسون مانديلا: “حيثما وُجدت العدالة، وُجد السلام.
كلمة القاضية غادة عون: شهادة قاضية في وجه الظلم والصمت
شكرت القاضية غادة عون الحضور على دعمهم واهتمامهم بمسيرتها القضائية، مؤكدةً أن اللبنانيين في الانتشار يستحقون وطنًا يحكمه القانون، ويصون كرامة الإنسان. تحدثت القاضية بعفوية وصدق عن مسيرتها الطويلة الممتدة لأكثر من 45 عامًا في السلك القضائي، تخللها الكثير من التحديات والمواجهات مع الفساد، والضغوط السياسية، والتدخلات الفاضحة.
تحدثت عن التزامها المسيحي العميق، وعن دور إيمانها بالله في تحصينها مهنيّاً وروحيًا، مؤكدة أنها لم تكن قادرة على فعل شيء دون معونة يسوع المسيح. تمسكت بالعدالة كقيمة فوق كل اعتبار، ورفضت مخالفة ضميرها في أي لحظة، ولو كلّفها الأمر منصبها أو سلامها الشخصي.
مسيرة قضائية حافلة بالمواجهة:
انتقلت من الاستئناف إلى الجنايات، ثم إلى النيابة العامة في جبل لبنان، وبدأت بفتح ملفات حساسة، أبرزها:
• ملف الفساد في قوى الأمن الداخلي.
• ملفات المصارف، التي كشفت فيها مخالفات ضخمة وحرمان الناس من أموالهم.
• ملف رياض سلامة الذي، بدأت بالتحقيق فيه منذ العام ٢٠٢٠ واكتشفت بنتيجة التحقيق وجود تبديد لاموال الدولار المدعوم من قبل الحاكم وبعض الصرافين كما اكتشفت وجود تزوير معنوي في ميزانيات المصرف المركزي حيث كان الحاكم يخفي حقيقة الوضع المفلس للمصرف بإدخال الخسائر من ضمن الموجودات مع العلم ان صندوق النقد كان قد حذره منذ العام ٢٠١٥ من نتائج الانخفاض،الكبير في احتياطي المصرف بالعملات الاجنبية
• ملف “أبتيموم” وفيه 8 مليار دولار، وملف بنك عوده الذي أظهر تورط شخصيات نافذة وغيرها من ملفّات.
كشفت القاضية كيف تم منعها من التحقيق، ومُنعت من دخول المصرف المركزي، وجرى منع الضابطة العدلية من التواصل معها، بل وتمّ إصدار أوامر بعدم تبليغ أي دعوى باسمها. تم استدعاؤها إلى التفتيش القضائي، وتمت عرقلة عملها من قبل مسؤولين داخل الجسم القضائي نفسه، بل من رؤساء محاكم وقضاة معروفين بعلاقاتهم مع المصارف والسياسيين.
قالت القاضية إن العدالة لا تعني فقط تطبيق النصوص، بل حماية الضعيف أمام القوي. في لبنان، من يُفترض بهم أن يكونوا حراس القانون، هم أول من يخرقونه. وتساءلت: “أي دولة قانون نريد أن نبني، إذا كانت النيابة العامة نفسها تخالف القانون، وتمنع القاضي الذي يطبّقه من أداء واجبه؟”
شهادة كارلا ديل بونتي مصدر إلهام:
استشهدت القاضية بكلمات القاضية الدولية كارلا ديل بونتي:
“أريد أن أُسقط هذا الجدار الصلب للشر، وأن أساعد أهل الحقيقة، وأن أقول ما أريد قوله بشكل مستقيم وواضح.”
وأضافت: “أنا أيضًا، اخترقت جدار الفساد بالإصرار والمثابرة، ووصلت إلى الملفات التي أرعبت المنظومة.”
وختمت القاضية غادة عون كلمتها قائلة:
“دولة من دون قضاء لا يمكن أن تقوم. أعطني قضاءً عادلًا، أعطيك دولة. لا يمكن بناء وطن إذا كان القاضي الشريف يُعاقَب، والفاسد يُحمى. هذا الوطن يستحق العدالة، وأنا باقية ما دمت أملك صوتًا وضميرًا، لأدافع عن الحقيقة وعن كل لبناني يؤمن بأن العدالة ممكنة.