لبنان بين فكَّي كماشة.. غليان على الحدود…!

لبنان بين فكَّي كماشة؛ خاصرته الجنوبية تضربها التهابات حادّة بفعل الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة التي تنكأ جرحها النّازف، فيما خاصرته الشرقية تعاني ورماً أمنياً تفاقمه رياح ساخنة آخذة في التكوّن والتجمّع في الجانب السوري وتضرب الجانب اللبناني من الحدود بين حين وآخر، على ما حصل في اليومَين الماضيَين، وتُنذر باحتمالات مقلقة. وأمام هذا الواقع، حكومة لا تُحسَد على وضعها، مضغوطة من كل جانب وتقف على مفترق ملفات وأولويّات لا تُحصى، لكلّ منها حسابات واعتبارات، وربما محاذير وتعقيدات، لا تحتمل التردّد أو التعثر والخطوات المتسرّعة، بل تستوجب الجرأة والحكمة والإقدام.

على الجبهة الجنوبية، لوحظ أنّ إسرائيل قد رفعت في الأيام الأخيرة من وتيرة خروقات جيشها لاتفاق وقف إطلاق النار، واعتداءاته على المناطق اللبنانية واستهداف المدنيِّين في البلدات، سواء القريبة من خط الحدود الدولية أو البعيدة عنها، وإيقاع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيِّين.

نصائح بعدم التوتير

ووصف مسؤول رفيع الوضع بـ«الخطير جداً»، وأجاب رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «إن لم يحصل إلزام لإسرائيل باتفاق وقف اطلاق النار ووقف خروقاتها واعتداءاتها على لبنان، فلم يطل الوقت حتى تتجه الأمور حكماً نحو التفجير في نهاية المطاف».

ورداً على سؤال ثانٍ أكّد المسؤول: «من جهتنا في لبنان سنبقى ملتزمين باتفاق وقف النار، ولم يبدُر من الجانب اللبناني ما يخلّ بهذا الإلتزام، وهذا ما تشهد له اللجنة الخماسية، التي تُسجّل الخروقات والاعتداءات وتقطع لنا وعوداً بالتواصل مع الإسرائيليِّين لوقف اعتداءاتهم، إلّا أنّ الاعتداءات والخروقات تزيد وتتوسع والشهداء يسقطون يومياً. وعندما نرفع الصوت إلى اللجنة يقولون إنّهم سيتابعون الأمور ويُقدّمون لنا النصح بضبط النفس وعدم الإنجرار إلى التوتير. وهذا ما ينصح به أيضاً الديبلوماسيّون والموفدون».

وعمّا حُكيَ عن تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضغط أميركي متزايد على لبنان إلى حدّ السماح بعمل عسكري إسرائيلي جديد في لبنان، قال: «أولاً، نحن في ذروة الضغط، ولبنان لم يخرج من دائرة الضغط منذ سنوات طويلة. وثانياً، حتى الآن لا يوجد ما يؤكّد ما نُسِبَ إلى ترامب بصورة رسمية ما خلا ترويج تولّته بعض القنوات والفضائيات نقلاً عن مصادر وليس عن اسماء صريحة لمسؤولين أميركيِّين. وهو مغاير تماماً لما نسمعه من الموفدين من تأكيدات على الحرص على استقرار لبنان مع العهد الرئاسي الجديد. لكن واقعياً في ظل ما يجري من تفلّت إسرائيلي، لا شيء مستبعداً على الإطلاق، ذلك أنّ كل شيء وارد في هذا الزمن الذي تحاول فيه إسرائيل وبدعم علني وضمني من رعاتها (الأميركيِّين والغربيّين وغيرهم) أن تفرض نفسها فيه كـ»شرطي المنطقة» والحاكمة بأمرها فيها».

ورداً على سؤال قال: «واضح أنّ إسرائيل تحاول أن تستدرج التصعيد المتجدّد على جبهة لبنان، وقرارنا حتى الآن، استمرار الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وبمندرجات القرار 1701، وعدم الإنزلاق إلى ما تريد إسرائيل استدراجنا إليه».

وكانت الاعتداءات الإسرائيلية قد توالت أمس، وجديدها استمرار مسلسل الاغتيالات المتتالية عبر الطائرات المسيّرة، كمثل ما حصل في يحمر الشقيف باستهداف شابَين أثناء وجودهما قرب مدخل «ميني ماركت» عائدة لآل سعيد ما أدّى إلى استشهادهما، وسقوط عدد من الجرحى صُودِف وجودهم في منطقة الاستهداف، وقبل ذلك على طريق كفركلا وفي بلدات جنوبية أخرى وصولاً إلى عمق البقاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف عنصرَين تابعَين لـ»حزب الله» كانا يعملان كمراقبَين ويديران أنشطة الحزب في منطقة يحمر جنوبي لبنان.

الحدود الشمالية

في موازاة ذلك، تسود حال من الغليان على الحدود الشمالية الشرقية مع الجانب السوري، في ظل الاشتباكات التي أفيد عن تجدّدها مساء أمس، وسط محاولة تقدّم من قبل مسلّحين سوريِّين في اتجاه بلدة حَوش السيد علي إلى الشمال من بلدة الهرمل.

وأعلن المرصد السوري ارتفاع عدد القتلى جراء الاشتباكات التي اندلعت منذ مساء الأحد الماضي إلى 8 قتلى وإصابة 13 آخرين بجروح، مشيراً إلى أنّ الساعات الماضية شهدت قصفاً مدفعياً وصاروخياً من الجانب السوري على مواقع المسلحين في المنطقة الحدودية، وسط تعزيزات عسكرية كبيرة للمشاركة في حملة أمنية.

You might also like