على مسافة يومين من الانتخابات الأميركية، التي يعوِّل عليها كثيرون لرسم مستقبل المنطقة، ومن ضمنها لبنان، بات من الواضح، ولاسيما بعد انعطافة الانزال والاختطاف في البترون امس، والذي يشكل حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات للسيادة اللبنانية براً وجواً وبحراً وقتلاً وتدميراً، ان لبنان اصبح مكشوفاً بالكامل، ومن دون اي حماية. فمنذ سقوط معادلة الردع، لم يعد هناك ما يحول دون مواصلة بنيامين نتنياهو مخططاته للجبهة اللبنانية، فيما الأمم المتحدة عاجزة وقوات الطوارئ الدولية واقعها معروف، ليبقى المطلوب من الحكومة اللبنانية ان تحقق وتلاحق حيث أمكن، على المستوى الدولي.
وفي الداخل، ترتفع يوماً بعد يوم وتيرة الخطاب التحريضي الممهد لخطاب الفتنة، بين المواطنين المهجرين وأولئك المستضيفين، وهو ما قررت مكونات سياسة وزانة ان تتصدى له بمواقفها وحركتها السياسية، وفي طليعتها التيار الوطني الحر، الذي سلم كتباً رسمياً الى المرجعيات السياسية والأمنية بهذا الخصوص، عسى ان تستجيب.
اما المدخل الى الحل الفعلي، فينطلق من مطالبة لبنان بفصل وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، وأن يتحمل مجلس النواب اللبناني مسؤولية انتخاب رئيس رئيس الجمهورية لوقف مسلسل انهيار الدولة وإعادة تكوين سلطة قادرة على كشف جرائم إسرائيل والتصدي لها في المحافل الدولي، واطلاق عملية النهوض التي طال انتظارها.
وعلى المستوى التربوي، ايجابية تتمثل بفتح المدارس الرسمية لتعليم كل تلاميذ لبنان حيث أمكن، كفعل مقاومة بحد ذاته، لأن اقفال المدارس يعني خسارة رأس مال لبنان التعليمي وهجرة اضافية للبنانيين، لتبقى مسؤولية الحكومة أن تؤمن مراكز إيواء بديلة وأن تستكمل العام الدراسي.