لبنان إلى أسفل الأولويات الأميركية «السياديون» مُحبطون: أورتاغوس في طريقها إلى البيت

الأخبار: ميسم رزق-

في الثالث من كانون الثاني الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في منشور على منصته «تروث سوشيال»، تعيين مورغان أورتاغوس نائبة للمبعوث الرئاسي الخاص للسلام في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

 

وقد جاء تعيينها خليفةً لعاموس هوكشتين نزولاً عندَ رغبة بعض الجمهوريين، رغم أن ترامب لم يكُن متحمّساً لها، إذ «حاربتني لثلاث سنوات، وآمل أن تكون قد تعلّمت الدرس» كما قال.

 

لكنّ «جلقة» بعض «مسّيحة الجوخ» اللبنانيين عوّضتها عن «تحفّظ» الرئيس الأميركي، بعدما حوّل هؤلاء «ملكة جمال البرتقال» إلى أيقونة «مرحلة اقتلاع حزب الله».

 

وقد بُهر بها هؤلاء بعدما ظهرت كأكثر الداعمين للعدو الصهيوني والأقل حماسة لوقف إطلاق النار، وكانَ رهانهم عليها كبيراً، لاستثمار الحرب الإسرائيلية على لبنان والمقاومة في تحصيل أثمان سياسية ضد حزب الله وحلفائه.

 

المقرّبون من أورتاغوس واصلوا ضخّ جرعات التهديد والوعيد، تمهيداً للزيارة التي تنوي القيام بها قريباً كما سرّبت الأوساط الأميركية نفسها.

 

لكنّ الخبر الجديد، جاء هذه المرة من تل أبيب، حيث كشف الصحافي الإسرائيلي تامر موراغ، في القناة 14 العبرية، أن محبوبة «السياديين» والمسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة الأميركية ستغادر منصبها قريباً، معتبراً أن «هذه الخطوة لا تُبشّر بالخير بالنسبة إلى إسرائيل، كونها كانت من أشدّ الداعمين لتل أبيب وعملت بحزم على ملف نزع سلاح حزب الله».

 

وبحسب الصحافي الإسرائيليّ، فإنّ «غياب مستشارٍ فعليّ للأمن القومي في الوقت الراهن- إذ يتولّى وزيرُ الخارجية روبيو المنصبَ رسمياً – يُسهم في زيادة القلق داخل المؤسّسات الإسرائيليّة المعنيّة بمتابعة الملف اللبناني».

 

سريعاً، بدأ التقصّي حول خلفيات هذه الخطوة وعمّا إذا كان تغيير أورتاغوس مرتبطاً بتغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه لبنان فقط، أم له علاقة بشخصيتها التي وصفها عارفوها بأنها «الأكثر صلفاً وغطرسة والأقل خبرة ودبلوماسية» إلى درجة أنها لم تُحرج بتصرفاتها وتصريحاتها المسؤولين في الدولة اللبنانية وحسب، بل أيضاً فريق عمل السفارة الأميركية في بيروت الذي اضطر مرات عدة إلى التدخل لتنظيف الفوضى من ورائها، وقد صُدمت الجهات الرسمية الأميركية عندم بكّرت في «خلق هوة» في التواصل مع رئيس الجمهورية جوزيف عون، قبل أن تصبح علاقتها سيئة جداً مع قائد الجيش رودولف هيكل.

 

ما الذي حصل؟

قبل أسابيع، نقل زوار العاصمة الأميركية معلومات عن تراكم ملاحظات على أداء أورتاغوس. وأوضح هؤلاء أن الرئيس عون أعرب لمسؤولين في الإدارة الأميركية عن عدم ارتياحه لطريقة عملها، وأسلوبها في مخاطبة المسؤولين.

 

ثم جاءت ردود الفعل على نشاطها الاستعراضي في المؤتمرات الصحافية، أو حتى في ما نُقل عنها في لقاءات عقدتها مع مسؤولين لبنانيين في مقر السفارة الأميركية في عوكر.

 

بعدها كشف الاجتماع بينها وبين قائد الجيش عن مشكلة كبيرة، عندما خاطبته من موقع «صاحب الأمر»، متحدّثة عن المساعدات التي «تبقي الجيش واقفاً على قدميه»، قبل أن تنطلق لاحقاً في حملة انتقادات غير علنية لعدد كبير من السياسيين، من بينها إهانة واضحة للنائب السابق وليد جنبلاط بطريقة أحرجت غالبية أصدقاء السفارة الأميركية في لبنان.

 

ماذا عن البديل؟

بحسب مصادر لبنانية مطّلعة تربطها علاقات مع فريق السفارة في بيروت، فإن «أورتاغوس طلبت قبل فترة ترقية في منصبها تعطيها دوراً أكبر في المنطقة، وكانت تطمح إلى تسلّم ملف سوريا، قبل تكليف المبعوث الأميركي توماس باراك بمتابعة هذا الملف. ومع ذلك، فإنها لا تزال تنتظر جواب الرئيس الأميركي على طلبها».

 

وقالت المصادر إن الحديث يجري عن قرار بـ«تبديل أورتاغوس بمسؤول أميركي، في سياق تغييرات جارية داخل الإدارة الأميركية ومجلس الأمن القومي»، وتنقل المصادر عن أميركيين أن «تجربة أورتاغوس كانت الأقل جدّية والأكثر إثارة للجدل، ويمكن القول إنها أنجزت مهمتها في ملء الفراغ في فترة انتقالية هي الأقصر بين كل المبعوثين الأميركيين إلى لبنان، وإن المهمة ستُسلّم لمسؤولين فعليين سيتم تعيينهم قريباً».

 

وبحسب الأوساط القريبة من الرئيس عون، وهي الأكثر اهتماماً بهوية البديل، فإن «التقديرات تشير إلى أنه قد يكون جويل رايبورن المرشح لمنصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وهو من الصقور المعادين لإيران وأحد أبرز المسؤولين الأميركيين الذين واكبوا تطورات الملف السوري خلال العقد الماضي، وإمّا إيلاء الملف إلى باراك ضمن إطار المهام التي يقوم بها في سوريا».

 

واعتبرت أن «المشكلة تكمن في أن الدولة اللبنانية قطعت شوطاً في عملية التفاوض مع أورتاغوس حول كثير من النقاط العالقة، ومن غير المعروف ما إذا كان أيّ مسؤول جديد سيتخذ من التفاهمات قاعدة للعمل أم سيتبنّى سياسة جديدة تعيدنا إلى المربع الأول»، مع الاعتقاد بأن «الملف اللبناني خرج من دائرة الأولويات الأميركية حيث صارت سوريا هي الأساس».

 

بينما بدأ مقرّبون من رئيس الجمهورية، ممن تربطهم علاقة وثيقة بمسعد بولس، التهليل لقرار استبدال أورتاغوس مع تمنيات بأن يكون للأخير دور كبير في إدارة الملف اللبناني.

You might also like