“لا يوجد دخان من غير نار”؟!

على المقلب السياسي الآخر، تنحصر دائرة المتابعة بالملف الحدودي فيما تنشط الديبلوماسية اللبنانية على مختلف الخطوط الدولية لحمل إسرائيل على احترام القرار 1701 والإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها ولاسيما النقاط الخمس.

وفيما لا تبدو في الأفق أي استجابة للتحرّك اللبناني، كشف ديبلوماسي غربي في دردشة مع «الجمهورية»: «إنّ من الظلم تحميل لبنان ما فوق طاقاته وهذا خطأ كبير… أنا لا أؤيّد هذا المنحى من أي جهة كان، ولا أرى ما يوجب ذلك في هذه المرحلة».

كلام الديبلوماسي عينه الذي فضّل عدم ذكر اسمه، جاء في معرض ردّه على سؤال حول الأخبار التي تلاحقت في الأيام الأخيرة، عن توجّه أميركي لممارسة ضغوط على لبنان لدفعه نحو مفاوضات مباشرة بهدف التطبيع مع إسرائيل، فحاذر الدخول في أي تفاصيل موضحاً: «لا أستطيع أن أؤكّد أو أنفي وجود مثل هذه الضغوط، هذا أمر تُسأل عنه الجهات المسؤولة في لبنان. بمعزل عن أية أخبار، فلبنان يمرّ في مرحلة انتقالية بعد الأحداث العسكرية الواسعة التي حصلت في الأشهر الأخيرة، وبدأ يخطو خطوات ملحوظة لإعادة انتظام مؤسساته وترسيخ استقراره السياسي والاقتصادي».

ولفت إلى «أنّ كل دول الاتحاد الأوروبي عبّرت عن تضامنها مع لبنان وأكّدت دعمها له، وهذا الأمر سيتوّج قريباً بالمؤتمر الذي سيدعو إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحشد الدعم والمساعدة للبنان، وهذا الأمر يمثل التزاماً بالنسبة إلى فرنسا»، مضيفاً أنّ هذه الدول تلمس حراجة وحساسية الوضع اللبناني، وتدرك طبيعة التوازنات الداخلية وحساسياتها، وحجم التحدّيات والملفات المتراكمة كما يصفها اللبنانيّون، التي تستوجب المتابعة والحسم التركيز عليها، بمساعدة كل أصدقاء لبنان، وقبل إثقال لبنان بأمور أخرى قد تشكّل مصدراً إرباكياً وربما أبعد من ذلك، بالنسبة إلى الوضع الداخلي في لبنان».

ورداً على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أنّ الولايات المتحدة الأميركية ستضغط لفرض التطبيع بين لبنان وإسرائيل، أجاب الديبلوماسي الغربي: «لا أتفق مع ما يُروَّج أو يُقال في هذا الشأن، ولا أعتقد أنّ واشنطن مستعجلة لتحقيق مكاسب سياسية كبرى في لبنان، مثل التطبيع الكامل مع إسرائيل أقلّه في المرحلة الحالية، لا أعتقد أنّ هذا الأمر مطروح الآن على الطاولة أو حتى في المدى المنظور».

وما تجنّب الديبلوماسي الغربي تناوله، ركّز عليه مسؤول رفيع، بقوله رداً على سؤال لـ«الجمهورية» إنّه على رغم من نفي الأميركيِّين للروايات التي نُسِجَت عن ضغوط وما شابه ذلك، لحمل لبنان على بدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل للتطبيع معها، «فأنا على يَقين بأنّه لا يوجد دخان من غير نار».

وأوضح المسؤول عينه أنّ «مصدر الخبر من قنوات وجهات صديقة جداً للأميركيِّين، حتى أنّهم نسبوا الضغوط بالإسم إلى مسؤولين أميركيِّين. بالتالي، لا أعتقد أنّه خبر مفبرك، بل خبر لا أقول موحى به، إنّما مدروس عن سابق تصوّر وتصميم، والغاية منه في رأيي هو جسّ نبض لبنان وقياس حجم التفاعل معه إيجاباً أو سلباً وردود الفعل عليه. والردّ على هذا الأمر عبّرت عنه مختلف المستويات في لبنان برفض التطبيع بصورة قاطعة، وهو الأمر الذي حمل الأميركيِّين إلى نفي ما نُسِبَ إليهم».

You might also like