لا مكان للتبعية في ثقافة التيار…بقلم سمير مسره

سمير مسره –

من منا لا يعرف معنى مصطلح c/o في اللغة الانكليزية. انه اختصار لغوي لكلمة “الرعاية”، اي لجؤ الإنسان الى من يرعاه ويدافع عنه، فيصبح تابعا” طوعيا” لراعيه حتى لو كان من خارج الحدود.

يمتاز هذا المصطلح بعشق فريد من نوعه من قبل جهات سياسية لبنانية مارسته في الحكم منذ زمن طويل، لدرجة انه تحول إلى لعنة تجلب للبنان التدخلات الخارجية والحروب المتتالية، وما علينا سوى مراجعة التاريخ المعاصر لإثبات ذلك.

تشخيص مرض ال c/o الرعائي والمدمر يشير الى امرين اساسيين:

الأول، هو الفشل الذريع لهؤلاء السياسيين في اداء مهامهم على كل الاصعدة منذ الاستقلال حتى الآن، بدءا” باعتماد نظام سياسي سيئ حيث الغائب الأول فيه هي التربية الوطنية الحاضنة لمكونات الوطن.

اما الثاني، فهي الممارسات الكارثية والفئوية الخالية من اي فعالية التي جعلت من الشعب اللبناني المتعدد الطوائف والثقافات مجرد قبائل متناحرة، على حساب بناء ذاكرة جماعية يفاخر اللبنانيون بها وتكون ركيزة لهم لمستقبل افضل في عالم يتطور كل لحظة.

التخلي عن ال c/o او الرعاية او على الاقل التخفيف من تأثيرها، إيرانية كانت او عربية، او تركية، او فلسطينية، او اسرائيلية، او أوروبية، او روسية، مفيد للبنان بشرط أن يكون النسيج اللبناني على درجة عالية من الوعي والثبات والتماسك. وكي نصل لهذا الهدف، نحن بحاجة إلى رؤوس عاقلة تعمل بهذا الاتجاه وليس إلى رؤوس حامية، كما هو حاصل الآن، تجلب لعنة التفرقة والفتن لنفسها ولنا.

أملنا اليوم يبقى في جهود التيار الوطني الحر الذي بادر إلى ان يكون في طليعة العقلاء علهم يخرجوا لبنان سليما” من عاصفة الشرق الأوسط الجديد. أملنا الوحيد اليوم يبقى في جهود التيار الوطني الحر حيث لا مكان للتبعية في مبادئه وممارساته السياسية.

ها هو التيار في هذه المرحلة يسترجع شعاره الأول: “سيادة، حرية، استقلال”…

You might also like