غريبٌ هذا الزمن الذي صار فيه الحقد بطولة، والكره وجهة نظر، والتهجّم على الرموز الوطنية هواية يومية على منصّات التواصل.
غريبٌ كيف يُستباح الشرف السياسي، ويُشتم من حمل لبنان في قلبه،
غريبٌ كيف يتمنّون الموت لمن يخالفهم الرأي، وكأن الاختلاف جريمة.
ميشال عون…
الرجل الذي لم يساوم، لم يبع القرار اللبناني في سوق المصالح.
تحمّل ما لا يُحتمل، من نفيٍ إلى حصارٍ إلى تشويهٍ ممنهج، فقط لأنه آمن بلبنان السيد، الحر، المستقل.
فهل يُكافأ هذا الإيمان بالحجارة؟
هل يُرشق من حاول حماية اللبنانيين من الفوضى والارتهان؟
هل يُهان من قال: “قرار لبنان يجب أن يُصنع في بيروت، لا في السفارات”؟
لمن يشتم ميشال عون:
هل قرأتم تاريخه؟ هل فهمتم مواقفه؟ أم أنكم اكتفيتم بما يُضخّ لكم من منصّات مأجورة؟
الشتيمة لا تصنع رأيًا، والتحريض لا يُسقط رجلاً، بل يُسقط من يُمارسه.
أنتم لا تهاجمون شخصًا، بل تهاجمون فكرة، مسارًا، تيارًا آمن بلبنان حين تخلى عنه الجميع.
وإن كنتم تعتقدون أن الشتائم تُضعفنا، فأنتم لا تعرفون التيار الوطني الحر، ولا تعرفون من ربّانا على الكرامة والعنفوان
وعلى أن “الحق يُقال، ولو على رقابنا”.
إلى كل من بقي وفيًا:
لا تخافوا من الضجيج، فالحق لا يحتاج إلى صراخ.
ميشال عون لا يُنصفه منشور، ولا تُنصفه تغريدة، بل يُنصفه التاريخ، ويُخلّده ضمير الأحرار.
وإن سكت البعض، فنحن لن نسكت.
سنكتب اسمه في سجل من ذهب، لا لأننا نعبده، بل لأننا نعرف من هو، ونعرف ماذا قدّم، ونعرف لماذا يُحارب.
وإلى من يظن أن الشتيمة تُسقطنا:
نحن أبناء مدرسة لا تُهزم.
نحن أبناء رجل علّمنا أن الكرامة لا تُشترى، وأن السيادة لا تُستورد، وأن لبنان لا يُباع.
فاشتموا كما شئتم، نحن لا نُهزم بالكلام، بل نُصقل به.
* محامية – منسقة لجنة التواصل والعلاقات العامة في التيار الوطني الحر