فياض: التهديد الأكبر للأمن المائي يكمن في الأطماع الخارجية

كلمة وزير الطاقة والمياه اللبناني الدكتور وليد فيّاض في إفتتاح المؤتمر العربي الرابع للمياه
30 تشرين الثاني 2022
 في جامعة الدول العربية في القاهرة
 
معالي الدكتور زياد عمر ممثلا 
الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين
حضرة ممثل أمين عام
جامعةالدول العربية الدكتور أحمد ابو الغيظ ممثلا بالسفير احمد خطابي
الزملاء الوزراء 
ايها الحفل الكريم
 
أتوجه اليكم اليوم كرئيس للدورة الثالثة عشر للمجلس الوزاري العربي للمياه وكوزير الطاقة والمياه في لبنان للحديث في هذا المؤتمر الذي تنظّم فعالياته دولة فلسطين. ومن غير الأخوة الفلسطينيين أكثر معاناةً من أطماع العدوّ الإسرائيلي بمياههم ومن أكثر معرفةً وتقديراً لنقطة المياه والحاجة اليها وكيفية المحافظة عليها وبذل الغالي والنفيس للدفاع عنها وإسترجاعها.
 
إن الأمن المائي العربي أيها الإخوة هو الركيزة الأساسية في سبيل حياة كريمة لشعوبنا وتنمية مستدامة لبلداننا وللسلام بين بلدان وشعوب المنطقة، اللهمّ إذا ما أُحسن استعمالها وإدارتها والدفاع عنها في وجه أطماع الأعداء.
 
إن وعي حكومات بلداننا لمشكلة ندرة المياه قد دفع بها، بحسب قدرات كلٍ منها المالية والإقتصادية، الى إعتماد برامج وآليات وإرساء استراتيجيات تجهد في سبيل تطبيقها سيما وأن الزيادة السكانية والتطور الإقتصادي قد ضاعف الحاجة الى المياه من جهة وزاد من ضغط التلوث والحاجة الى بناء منشآت معالجة المياه المبتذاة من جهة أخرى.
 
لقد أبرزت الأزمات المتلاحقة في السنوات القليلة الماضية، لاسيما جائحة كورونا وتفشي الكوليرا والحرب في أوكرانيا وإرتفاع أسعار الطاقة أوجه النقص الحرجة في خدمات المياه والصرف الصحي في بلداننا وما لها من تداعيات خطيرة على الصحة العامة.
 
لذلك كلّنا ثقة أن هذا المؤتمر بنسخته الرابعة سوف يخرج بتوصيات عملية تكون على مستوى التحديات التي تواجهها بلداننا وشعوبنا سيّما وأن الأهداف الموضوعة له تقارب معظم المشاكل التي منها القطاع وتطرح الحلول العلميّة لها.
 
السيدات والسادة،
يكمن التهديد الأكبر للأمن المائي العربي في الأطماع الخارجية في مياهنا، إن عبر النزاعات القئمة على المياه العابرة للحدود في العراق وسوريا ومصر والسودان ولبنان أو إغتصاب العدو الإسرائيلي للمياه في الفلسطين والجولان في سوريا ومزارع شبعا في لبنان. لذلك من الضروري في هذا المجال أن يكون التضامن العربي ونبذ الخلافات البينيّة وتعزيز التكامل والترابط شرطاً لإسترداد الحقوق والحفاظ عليها.
 
لكن الوقوف في وجه الأطماع الخارجية لا يجدي نفعاً ما لم نولي إهتماماً بالحفاظ على ما لدينا من ثروات مائية ولم نعالج الهدر التقني وغير التقني وأهملنا المخططات التوجيهية والإدارة المستدامة لقطاع المياه ولم نجرِ الإصلاحات القانونية والإدارية الضرورية بغية تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.
 
إذاً، إن تأمين الأمن المائي العربي هو عملية متكاملة تجمع بين الجهود التي تبذلها الحكومات من أجل ردع الأطماع الخارجية من جهة وإرساء الإدارة الرشيدة للثروة في الداخل وهو أيضاً مسؤولية المواطن العربي الذي يجب أن يعي أهمية هذه الثروة وندرة وجودها وأهمية الحفاظ عليها وحسن إستعمالها ليكون مردودها مضاعفاً وسبيلاً لتنمية المجتمع.
 
ختاماً أهنّىء دولة فلسطين واللجنة المنظمة على العمل الجدّي في تحضير المؤتمر العربي الرابع للمياه، وأجدّد دعمي بإسم المجلس الوزاري العربي للمياه للمبادرات التي سيبحثها هذا المؤتمر وأتمنى النجاح لفعالياته لما فيه مصلحة شعوبنا العربية.

You might also like