غارات في الجنوب من دون عنوان عسكري رداً على صواريخ يتيمة

جاء في “الأخبار”: 

شكّلت جولة أمس من العدوان الإسرائيلي، النسخة الأقرب إلى ما تخطّط له إسرائيل من إحكام السيطرة على لبنان. وإزاء التزام لبنان الرسمي والمقاومة باتفاق وقف إطلاق النار، تذرّع العدو للمرة الثانية في غضون أسبوع بحادثة إطلاق صاروخين صباح أمس باتجاه مستعمرة كريات شمونة. سيناريو السبت الماضي تكرّر عندما أُطلقت ثلاثة صواريخ نحو مستعمرة المطلة من يحمر الشقيف. ثم إن أحداً لم يتبنَّ صواريخ كريات شمونة، كما نفى حزب الله مسؤوليته. بعد ساعات من البحث، عثر الجيش اللبناني على منصات الصاروخين في الوادي الواقع بين قعقعية الجسر وزوطر الشرقية (قضاء النبطية). المنصتان بدائيتان تشبهان منصات يحمر الشقيف، لكنهما مصنوعتان من الحديد وليس من الخشب.

الصواريخ التي ادّعت إسرائيل بأنها سقطت في كريات شمونة من دون ذكر تفاصيل عن أضرارها ومواقعها، كانت ذريعة لأوسع جولة غارات منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي. قصف مدفعي وبالقذائف الفوسفورية بدأ من يحمر الشقيف وزوطر الشرقية والخيام وكفركلا ومركبا، استُكمل بسلسلة غارات طاولت جبل الريحان وإقليم التفاح ويحمر الشقيف وكفرتبنيت وحداثا.

اضافة الى استهداف مبنيين سكنيين في الضاحية الجنوبية. غالبية الغارات والقصف تسبّبت بأضرار مادية. لكنها في كفرتبنيت حصدت أرواح الشهيدين شرف الدين وزوجته شادية بدير باستهداف منزلهما، إضافة إلى الشهيدة وفاء حيدر التي تقيم لديهما بعد نزوحها من الخيام. وفي وقت لاحق، استهدفت مُسيّرة السورييْن أشرف المحمد وعبدالله المحمد في أطراف يحمر الشقيف حيث كانا في ورشة بناء، ما أدّى إلى استشهادهما.

وبالتوازي واصل العدو استهداف محاولات عودة الحركة إلى البلدات الحدودية. لليوم الثاني على التوالي، ألقت محلّقة قنابل على مقهى افتتحه صاحبه في غرفة جاهزة في ساحة حولا. كما ألقت قنابل أخرى بجانب منزل مأهول ودكانة في حي المخفر في حولا. ومساء أمس، فجّرت قوات الاحتلال محلّقة انقضاضية في بيت جاهز في ساحة يارون، أحضره الأهالي بديلاً عن البيوت الجاهزة التي استهدفتها المحلّقات الأسبوع الماضي.

من جهة ثانية، أُعلن أمس عن إلغاء قائد الجيش رودولف هيكل زيارة كانت مقرّرة إلى منطقة جنوبي الليطاني بالتزامن مع جولة لوفد عسكري ودبلوماسي من الأمم المتحدة. الجيش أصدر بيان استنكار للعدوان واعتبره «انتهاكاً سافراً ومتكرراً لسيادة لبنان وأمن مواطنيه وتحدياً للقوانين الدولية وخرقاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار». لكنّ ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت لم تتوانَ مجدداً عن تبرير العدوان الإسرائيلي.

وهي التي لم تخصص بيانات إدانة للاعتداءات السابقة ولقتل المدنيين، عمدت أمس إلى تخصيص بيانها للتعبير عن قلقها من الصاروخين اللذين أُطلقا على كريات شمونة. أمّا مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في بيروت، فقد توقّف عند تهديد إسرائيل للسكان أمس وقتل المدنيين، لكنه دعا جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها وحماية المدنيين. فيما لم تصدر قيادة اليونيفل أي تعليق أمس.

You might also like