على أرض الجنوب، لن يرتفع إلا علم لبنان.
وفي كل بقعة من بقاع لبنان، لن ترفرف إلا راية وطن واحد، كلي السيادة والاستقلال، لا شريك له في أرضه، ولا وصيَّ على قراره.
فمهما استشرس المحتلون، مصيرهم إلى زوال.
ومهما ارتكبوا من مجازر، مسارهم الى الهاوية معروف.
والأعلام التي رفعوها في غفلة من الزمن فوق أرضنا المقدسة، سيمزِّقها اللبنانيون، وسيمسحون بها دماء المجرمين التي لوثت أرضنا، وهم راحلون.
هكذا ستكون النهاية. وهذا هو درس التاريخ اللبناني القريب والبعيد، لا مجرَّد شعور فائض بالوطنية، أو إحساس فائق بالاستفزاز.
أما الخيارات الخاطئة، فلا بد من مراجعتها، والأخطاء القاتلة، لا مهرب من المحاسبة السياسية عليها، عندما تنتهي الحرب.
فنحن ولدنا في وطن محتل. وفرِحنا بتحريره، بعدما دحرنا كلَّ الأعداء، بتضحيات كل اللبنانيين. وكان أملُنا في بناء دولة تليق بدماء الشهداء، وترتقي إلى مستوى تضحيات المصابين والمألومين، ولم ننتظر يوماً أن تعيد الحسابات الإقليمية استدراج الاحتلال إلى الوطن المحرر من جديد.
على أرض الجنوب، لن يرتفع إلا علم لبنان.
وعلم العدو الذي نُصبَ للحظات اليوم في مارون الراس، فخاً للاستعراض، سرعان ما جرجره المنسحبون، الذين عادوا أرداجهم، بعدما استُهدفوا بما يناسب من أسلحة ونيران.
هذا في الميدان. أما في الداخل، فحركة سياسية ناشطة، من دون أفق حتى الآن. واليوم، جدد تكتل لبنان القوي المطالبة بوقف فعلي لإطلاق النار داعيًا الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والدول الفاعلة، إلى تحمّل مسؤولياتها لضمان حماية لبنان، معلناً عن خطة تحرك دبلوماسي سيقوم بها رئيسه ونوابه. واذ دان التكتل القصف الممنهج للأبنية السكنية وما ينتج عنه من تدمير و تهجير للمدنيين يوحي بوجود مخطط لإحداث تغيير ديمغرافي يهدد التوازن الوطني، طالب الحكومة بإصدار التعليمات الواضحة للجيش والقوى الأمنية بفرض الأمن في جميع المناطق. وعلى خط آخر، رأى التكتل أن كل تأخير في انتخاب رئيس للجمهورية يعني تعريض لبنان لمزيد من الأخطار الوجودية وتفكيك مؤسسات الدولة، رافضاً كل ما من شأنه ربط الرئاسة بوقف إطلاق النار أو غيره من الشروط. واعلن التكتل أنه قام بدرس مفصّل لأسماء المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، وأبدى إنفتاحاً على الجميع، وأعدّ بدوره لائحة باسماء جميع المرشحين المتداولين، وقرر التشاور بشأنها مع الكتل النيابية واضافة من يلتزم منهم بحضور جلسات الانتخاب المزمع الدعوة إليها