شو الوضع؟ يوم روتيني لحرب الإستنزاف بين إسرائيل وإيران… نشاط تشريعي في ساحة النجمة وسوريا الجديدة أمام امتحان شعاراتها في الإستقرار والحرية!

حتى حصول لحظة تحول دراماتيكي قادر على حسم المعركة، أو الإقرار بالخسارة والذهاب نحو التفاوض، ستستمر الحرب الإسرائيلية – الإيرانية فصولاً. ذلك أن الظروف المحيطة بالحرب تجعل حسمَها ذات كلفة عالية على إسرائيل، كما أن كلفة الصمود عالية على إيران، لكن الفرق أنها تجد نفسها مضطرة إلى دفعها. وما بين الحرب وظروفها يبقى قرار أميركا ودونالد ترامب، والذي على الرغم من انخراطه الجزئي، لا يزال يفتح نافذة للعودة إلى الطاولة.

في المحصلة، بدايات إقرار إسرائيلية وأميركية بأن البرنامج النووي لا يمكن القضاء عليه بين ليلة وضحاها. وأيضاً، استمرار إيران بالرد الصاروخي على المدن الإسرائيلية، والذي طال اليوم أشدود. وقد صدرت اليوم تصريحات من مسؤولين إيرانيين، تشير إلى توقع استمرار الحرب لعامين، في رسالة واضحة لما يراه الحكم في طهران قدرة على الصمود.

وحتى ذلك الحين، ستكون شعوب المنطقة أمام أيام روتينية من القصف والقصف المضاد، والغارات، ونتائج الحرب الأمنية السرية، لكن، من دون نتائج حاسمة، سوى التدمير والإستنزاف.

 

ولبنان، لا يشذّ عن قاعدة الشعوب المتفرجة، ولو اختلفت التمنيات بين “شعوبه” المنقسمة. وما أفضل من هذه الفرصة للحكومة، لكي تستمر ببطئها السلحفاتي في معالجة الملفات والقضايا الشائكة، أو تمرير التعيينات المعتادة، أو حضور المناسبات التقليدية.

وفي هذا الوقت المستقطع، ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة اجتماعا لهيئة مكتب مجلس النواب، تم الإعلان بعده عن عقد جلسة لمجلس النواب الإثنين 30 حزيران.

 

أما في الجوار السوري، فيقف الحكم الجديد أمام تحدي ما زعمه من توفير الأمن والإستقرار والحريات الدينية. ذلك أن هول جريمة مار الياس في دمشق، لا يُعالج بهروب من الجواب كما فعل محافظ دمشق أمام أحد الكهنة، بمحاولة توجيه الإتهام لمن يسميهم “الفلول”، لأنَّ “راجح” هذا استُنزف ولم يعد بالإمكان “عصرُه” مجدداً.

ولكي لا نسمح للبلبلة والدعاية بالضياع، يبقى التفجير، أياً كان منفذه، نقطة انعطاف في مسار كامل من تعميم التطرف لا بل تشجيعه. فالذاكرة الجماعية لم يسمحوا لها بنسيان المجازر بحق العلويين، وتوتير الوضع مع الدروز، وصولاً إلى تهديد المسيحيين السوريين.

وكل ذلك، تحت نظَر كل الدول التي شجعت تفجير العراق وسوريا وضرب نسيجه الإجتماعي، لا بل حتى النخب والشرائح التي تبرر للتطرف وتتغاضى عنه…

ولكي لا تضيع البوصلة، يبقى النظام الجديد في سوريا تحت مجهر مسؤولية لا فقط كشف المرتكبين، بل أساساً كيفية التعاطي مع الحريات والنسيج المجتمعي المتنوع، وهنا بيت القصيد…

You might also like