شو الوضع؟ هكذا أسقط باسيل والراعي ذريعة التحدي… ومسار التوافق الرئاسي ينتظر نواب “التغيير” مساء اليوم

تقاطعت الإشارات الرئاسية بعدما بادرَ إلى إطلاقها رئيس التيار الوطني الحر من جبيل، راسماً خريطة طريق شاملة لا للوصول إلى رئاسة الجمهورية فحسب، بل تعداها إلى خطوط البرنامج الإنقاذي في العهد العتيد.
فالمواقف المكثفة التي عبّر عنها الوزير جبران باسيل، تمحورت حول التقاطع والتوافق حول إسم جهاد أزعور وربما غيره من مرشحين غير استفزازيين، لكسر جدار معادلة الفرض أو الدمار، وحول وضع أسس عهد رئاسي لا يسقط عند أول منعطف، ويمتلك القدرات والركائز لمعالجة الأزمة المالية والإقتصادية.
وقد أسقط باسيل مقولات رئيس التحدي والمواجهة عبر إبراز “بروفايل” الرئيس الجامع للبنانيين من أجل مواجهة الواقع المؤلم معاً، ومذكراً بثوابت اللامركزية المالية والإدارية، وبمحورية منطق الدولة وبنائها ووضعها أولوية فوق كل الأولويات، من دون أن تتناقض مع قوة لبنان في المقاومة العسكرية لإسرائيل.

وفي وقت وضع باسيل مبدأ “لا غالب ولا مغلوب” أساساً للمقاربة اللبنانية المستقبلية رئاسياً وسياسياً، أتت عظة الأحد من بكركي للبطريرك الراعي لتتلاقى مع طرح باسيل من خلال العبارة نفسها، والتي جعلها أساساً لمباركة أي حل لانتخاب رئيس للجمهورية.
وهذا التقاطع في الركائز “الرئاسية”، يُنتظر استكماله عصر اليوم مع الإجتماع المحوري لنواب “التغيير” من دارة النائب ميشال معوض، والذي يُتوقع أن يخرج بالتفاف أكثريتهم حول المرشح جهاد أزعور.

هذا التقاطع المهم جداً لبلورة خيار رئاسي بديل لمعادلة الفرض، لا تزال دون استكماله الكثير من الخطوات الوطنية والحوارية، تبدأ بترقب موقف للتقدمي الإشتراكي والوزير وليد جنبلاط في مطلع الأسبوع المقبل، ولا ينتهي بانتظار كيفية تعاطي الثنائية الشيعية مع هذا التحول والطروحات التوافقية التي يقدمها فريق وازن من الكتل النيابية على اختلافها.
على خط آخر، لم تحجب الإهتمامات الرئاسية بعض الملفات في كيفية إدارة الدولة، ومن بينها طريقة تعاطي وزير الإعلام مع تلفزيون لبنان، ما دفع النائب غسان عطالله إلى انتقاد استعانة الوزير المكاري بموظفين “من خارج الدستور بموظفين من خارج الملاك وترقية من لا أحقية لهم على حساب أصحاب الكفاءات”.
إلى ذلك لا تزال ترددات تفجير التويتي في مرتفعات زحلة والذي أدى إلى هزة أرضية أقلقت علماء الزلازل تتواصل، في انتظار نتيجة تحقيق القوى الأمنية والعسكرية، في الوقت الذي لا ينقص فيه اللبنانيون هذا الإستخفاف المريع بالجيولوجيا وبحياة اللبنانيين، وكأنهم يجب أن يبقوا يتنقلوا من كوارث إلى أخرى بسبب تجاوز القوانين والأنظمة.

وإقليمياً، عادت الإشتباكات لتشتد في السودان وتُمعن في تمزيق هدنة جدة بين الفريقين المتحاربين، ولترسم علامات قلق في هذا البلد العربي – الإفريقي البالغ الأهمية استراتيجياً والممزق منذ عشرات الأعوام بالحروب الأهلية والتقسيم والصراع على الموارد.

You might also like