مثلما أتى في المرات السابقة، مثلما غادر. صحيح أن زيارة المتابعة الأخيرة حملت معها تحذيرات جديدة، وخاصة تلك المتعلقة بالخطر على وجود لبنان السياسي، غير أن القفل معروف والمفاتيح لم تتوفر بعد.
حزب الله ينتظر نتائج حرب غزة المتصاعدة فصولاً، وهناك من اللبنانيين من يراهن على ضربات إسرائيلية لكسره، وفريق آخر يرى خارطة الحل بالحوار والتوافق، وإلا الذهاب إلى المجلس بلائحة غير مستفزة ما يؤدي الى انتخاب رئيس، تحت غطاء مظلة دولية.
لودريان ترك لبنان مثلما وصله. الثنائي الشيعي يتشبَّث بمرشّحه ومواصفاته، وفريق المواجهة يرمي الكرة في ملعب رئيس المجلس نبيه بري وحزب الله. والحال هذه، يبقى حل الرئاسة صعباً، ومثار تجاذب واستدراج للتقديمات والمفاوضات، بدل أن يكون مناسبة لبدء معالجة الأزمة المالية – الإقتصادية المستحكِمة.
على خط وجودي مواز، تستمر الأنشطة في المناطق اللبنانية المحذّرة من خطر النزوح والتي تعمل على استنهاض الطاقات والموارد وتنسيقها سعياً لتحقيق عودة النازحين، وتطبيق القوانين.
وقد أبرز تحقيق في الزميلة “الشرق الأوسط” اليوم الخميس، بشارة واعدة في الحديث عن تفكيك النازحين في بعلبك خيمهم واستعدادهم للمغادرة، إضافة للذين تركوا المنطقة قبل مدة. ومن دون توهم بعودة شاملة وعامة في ظل الظروف الدولية المعروفة، ووضع سوريا المأساوي، فإن تطبيق القوانين في شكل حازم، من شأنه الدفع في اتجاه العودة، ولو في شكل تراكمي…