الفاتيكان مُمثَّلاً بأمين سر دولته يحضُر لقاءً جامعاً على مستوى وطني في صرح البطريركية المارونية، فيجدِّد البعض إظهار تعنتهم ومقاطعتهم. واليوم، وعدا إيجابيات اللقاء ومن شارك ومن قاطع، تثبّت باليقين تمترس البعض وراء موقع المواجهة، في الوقت الذي تتطلب فيه المسؤولية والمصلحة الوطنية الإرتقاء إلى مستوى الحدث والمعضلة الوجودية التي يواجهها لبنان.
وعلى مستوى مشاركة القوى الممثلة للبيئة المسيحية، شارك رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، في حين غاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي تمثل بالنائب بيار بو عاصي، ومثّل النائب نديم الجميل رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميل. وهذا الغياب لجعجع على الرغم من قربه الجغرافي من بكركي، يثبت رفضه لكل المحاولات الحوارية ولو أتت من البطريركية المارونية أو برعاية الفاتيكان، ذلك أن المعلومات المتوافرة تكشف رفضه لكل اللقاءات ولمبادرات الجمع على المستوى المسيحي – المسيحي، والمسيحي – الإسلامي.
وكان لافتاً تأكيد الكاردنيال بارولين مجدداً، التركيز على الشغور في رئاسة الجمهورية. فبعدما حمل تحيات “قداسة البابا فرنسيس الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان”، أشار إلى أن “لبنان لطالما حظي بإهتمام الفاتيكان بإعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكونّاته من العيش سوياً والعمل من أجل خير لبنان. وشدد بارولين على أنه “اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة، موضحاً انه “اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل الى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع، متمنياً التوصّل الى حل للأزمة الحاصلة”.
أما البطريرك الراعي، فركز على مواجهة الحرب من خلال تأكيد “أهمية الصلاة من أجل السلام وانتهاء الحروب التي لم تعد المنطقة ولا لبنان قادرين على تحملها”.
لقاء بكركي ووجه بمقاطعة شيعية عبّر عنه البيان المطول لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ أحمد قبلان. فبعدما رُبطت المقاطعة، وبحسب المصادر، بما اعتُبر أنه توصيف من البطريرك الراعي لحزب الله ب”الجماعات الإرهابية”، من خلال تأكيد عدم القبول بما اعتبره قبلان “توظيف الكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني والإجرام العالمي”، أجهر الموقف التقليدي من الرئاسة بلغة مختلفة مناسبة للحدث، عبر القول “إننا نريد رئيسا مسيحيا للمسلمين بمقدار لهفة المقاومة المسلمة وتضحياتها في سبيل كنائس المسيحيين، وهذا لا يكون إلا بالتوافق الضامن لوطن المسلمين والمسيحيين”.
وعلى مستوى التطورات الدبلوماسية وبحث التهديدات الإسرائيلية، وصلت إلى بيروت وزيرة الخارجية الألمانية وناقشت مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تطورات الحرب والتهديدات وفرص الحل، في الوقت الذي بحث فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب المستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة اسرائيل عدوانها.