شو الوضع؟ لبنان ودَّع زياد الرحباني… والأسطورة خالدة في الوجدان اللبناني!

كلنا نسأل عن معنى الخلود وتجسيده، وغالباً ما تكون الأجوبة أو بدايتها، في تشييع مماثل للذي حصل الإثنين لزياد الرحباني، لا بل في كيفية مواكبة اللبنانيين هذا الرحيل، وحزنهم العميق، بفقدان المبدع الكبير.

يرحل المبدعون والرموز بالجسد، لكن إبداعهم وفنهم وإنجازاتهم، كلها تبقيهم حاضرين في الوجدان الجماعي للأمم والشعوب. يغيبون، لكن أغنياتهم، ومسرحياتهم، وكلماتهم وألحانهم، واللوحات والصور والأفلام، تبقى أقوى وأرسخ من أي أفعالٍ أخرى، لا بل أن كل هذه البراعة في تحريك الرمزيات، تختصر الكثيرَ الكثير من حياة الأوطان، وأحوال شعوبها، وتكرار مآسيها.

 

شعور اللبنانيين برحيل زياد له خصائص عن أي فقدان آخر حرّك وجدانهم الجماعي. كانت أعمال زياد مرآة أحوالهم بكثير من ألم الواقعية، مرسوماً بريشة السخرية السوداء واليأس من التغيير الذي حلمت به أجيالٌ وأجيال. وبقدر هذه الواقعية وثقل التجارب من الحرب ووأدِ تجارب الإصلاح، استمر بتحفيزهم على المواجهة، وعلى تسليط الضوء على الظلم، وهو المتغيّر وجوهاً من السلطة باسم أمراء الحرب وصولاً إلى منظومة المصارف والسياسة.

بقدر ما سخِر، بقدر ما أكد رسوخ المقاومة في وجدان اللبنانيين، ليس للإحتلالات فحسب، بل تمسكاً بالحرية، والعدالة الإجتماعية، والمساواة في مجتمع يضربها يومياً، على ما أفصح مثلاً نشيد “جايي مع الشعب المسكين، جايي تعرف أرضي لمين”… وغيرها وغيرها مما سيفيض به الحبر حتى قرونٍ من إبداع سليل الدوحةِ الرحبانية…

 

وفيروز، الأيقونة لمعت بكل وقار الحزن العميق، والصامت، كأنها بألم فقدان إبنها، ورفيق فنها، وطناً بأكمله يشيع شهداءه والأمال والأحلام، ثم ما يلبث أن ينهض كطائر الفينيق رافضاً الموت ومكرساً أسطورة الخلود.

فكان تشييع زياد، وطناً يتحرك، بوجدانه ومعاناته وتناقضاتها التي فضحها بسخريته اللاذعة!

 

 

وفي يوميات السياسة الروتينية، ترقب لبناني وقلق عميق مما يمكن أن تتمخض عليه الردود الأميركية والإسرائيلية، بعدما اعتبر لبنان الرسمي أنه قدم ما يمكن تقديمه في الأوراق أمام المطالب بتنزع سلاح حزب الله.

وفي المجلس النيابي، عودة إلى القضية الأصل وهي إعادة هيكلة المصارف مع اجتماع للجنة المال، في الوقت الذي يستمر فيه تجاهل الأساس وهو معالجة الفجوة المالية، والتي تريد المنظومة تحميلها للشعب اللبناني ورفع مسؤولية المصارف.

You might also like