انتقل الوضع اللبناني، والجنوبي خاصة، إلى مرحلة انتقالية حافلة بالخطورة والحذَر، في ظل استمرار الإحتلال الإسرائيلي في مواقع عدة، واستمرار الإستهداف لمواطنين وعناصر من حزب الله. وهذا الواقع الشديد التعقيد، يرخي بظلاله على مهلة الستين يوماً، وصولاً إلى تعزيز انتشار الجيش اللبناني وتحقيق الإنسحاب الإسرائيلي.
في هذا اوقت، تواصلت عودة المواطنين إلى البلدات والقرى، فيما راحت تتكشَّف حقيقة الدمار والخسائر عن مليارات الدولارات.
الجانب الميداني من المرحلة الضبابية يُستكمل بالجانب السياسي. إذ من المتوقع أن تتسارع الحركة الداخلية والدولية، سعياً لتأمين الإطار المناسب لانتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني 2025. وبعدما غادر جان إيف لودريان لبنان على أثر مباحثاته أمس الجمعة، ستكون نتائج الزيارة محور تشاور بين باريس وواشنطن، واستكمالٍ عبر تحركات إضافية.
على خطٍ مواز، أطل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لأول مرة بعد وقف النار، ليجدِّد التمسك بالحوار مع من وصفها ب”القوى التي تؤمن بلبنان الواحد”، ومشيراً مرةً جديدة إلى أنّ هذا الحوار سيكون “تحت سقف الطائف”.
قاسم الذي وجَّه سلسلة تحيات شكرٍ من اليمن وصولاً إلى الداخل اللبناني، رأى أن حزب الله حقق نصراً يفوق نصر تموز 2006، عارضاً كيفية خروج حزب الله من حال الإرباك التي حلت به ل”عشرة أيام”، قبل أن يخرج منها أكثر تماسكاً وقدرة على استهداف إسرائيل. ولفت إلى العمل “على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية”، معلناً الجهوزية “لمنع العدو من استضعافنا”.
في المقابل اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنّ “حزب الله ارتكب جريمة كبيرة بحق اللبنانيين عمومًا، وبحق سكان البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية خصوصًاً، وقال “الحرب الأخيرة كانت خدمة لقضية أخرى على حساب لبنان”.
وفي الجوار السوري، تصاعدت المعارك العنيفة التي كانت انطلقت أمس في شكل مفاجئ في جوار حلب، في ظل تدخل للطيران الروسي والسوري لليوم الثاني على التوالي. ومعركة حلب هذه، تطرح أسئلة كبرى عن المستفيد، فإلى جانب الرعاية التركية للمسلحين، فإنَّ تهديد بنيامين نتنياهو الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه بعيد اتفاق وقف النار، لا يزال ماثلاً في الأذهان، ما يزيد من أسئلة الإستفهام حول المعارك في ثاني أكبر المدن السورية والعاصمة الإقتصادية لسوريا.