غريبٌ أمر بعض القوى السياسية في لبنان. تمتلك من الوقاحة والعهر السياسي ما يكفي لمحاولة قلب الحقائق، وذرّ الرماد في العيون، وكل ذلك في سبيل مصالحها السياسية، “الآنية، والصغيرة، والعابرة”. لا بل أنها مستعدة لا لسلب المنتشرين اللبنانيين في الخارج حقهم بتمثيلٍ خاص لهم، لا بل أنها تتعدّى بتضليلها، على وعي المواطنين وعلى ذاكرتهم الجماعية بمحاولة تجهيل من كان أوّل من سعى لاستنهاضِ الإنتشار اللبناني ومنحِه حقه في التصويت، وفي التمثيل، أي في شكلٍ واضح التيار الوطني الحر ورئيسه عندما كان وزيراً للخارجية.
فقد كان مجلسُ النواب على موعد الإثنين مع فصل جديد من الكوميديا السوداء التي أدتها “القوات” وقوى ونواب آخرون، بانسحابهم من الجلسة التشريعية، لعدم إدراج اقتراح تعديل قانون الإنتخابات. هذا فيما دار اشتباك كلامي بين نواب من “القوات” ورئيس المجلس النيابي نبيه بري لرفض إدراج اقتراح القانون الذي تم تقديمه بصيغة معجل مكرر.
وفي المقابل، سلّط رئيس الوطني الحر جبران باسيل الضوء على الخدع التي مورست لاستغلال حقوق المنتشرين. فإذ دعا لوقف التضليل، قال إن اقتراح “التيار” يعطي المنتشرين حق التصويت ل128 نائباً، ول 6 مقاعد في الإنتشار، أي ١٣٤ مقعداً على عكس من يريد منحهم حق الإقتراع ل ١٢٨ نائباً فقط.
ولفت باسيل إلى أنه للمنتشرين الحق في انتخاب نواب يفهمونهم ويعيشون مشاكلهم، سائلاً: “فلماذا نريد حرمان جزء كبير من المرشحين من الذين هاجروا منذ زمن، من انتخاب نواب مقيمين في دائرتهم؟”
وعلى خط آخر، أقر مجلس النواب سلسلة من اقتراحات ومشاريع القوانين. فقد أقرد ابرام اتفاقية قرض مع البنك الدولي لتنفيذ مشروع الطاقة المتجددة، ومشروع القانون الرامي لفتح اعتماد إضافي في الموازنة العامة لإعطاء مساهمة لصندوق التعاضد لأفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية لتغطية المساعدات الاجتماعية والصحية. وأقر ١٥٠٠ مليار ليرة لصندوق تعاضد القضاة وفق الصيغة التي اقرتها لجنة المال والموازنة. كما تم إقرار قانون إعفاء المتضررين من الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان من الرسوم والحقوق والواجبات الضريبية.
على خط آخر، تتواصل المشاورات بين ممثلي رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي والحكومة حول الرد اللبناني الرسمي الموحد على المطالب الأميركية التي نقلها توم باراك. كل ذلك فيما تتزايد المعلومات والشائعات عن استخدام “داعش” في محاولة الترهيب في الداخل اللبناني لأسباب سياسية لم تعد خافية على من يرى كيفية استنهاض “داعش” في محطات مفصلية…