ضبابية تلف القضايا اللبنانية الأساسية، من المرحلة الإنتقالية في الجنوب حيث لا زالت النار تستهدف القرى الحدودية، وصولاً إلى رئاسة الجمهورية حيث الأنظار موجهة إلى جلسة 9 كانون الثاني 2025. لكن بعد منسوب التفاؤل الذي ارتفع لبنانياً، عاد التذبذب ليلف مصير هذه الجلسة، ولا سيما بعد تصريح مسعد بولس عن إمكان انتظار الإستحقاق الرئاسي أشهراً إضافية، ما طرح أسئلة عدة في الأوساط اللبنانية.
لكن العارفين يكشفون أن الإتصالات الدبلوماسية والسياسية، العلنية منها والسرية، لا تزال فاعلة، وبقوة. والهدف، تذليل الصعوبات لإيجاد الحد الكافي من التوافق، لكي تكون جلسة السنة المقبلة، مثمرة وتستولد الرئيس العتيد. مع الإشارة، إلى أن النجاح لا بد أن يكون قد عبرَ حواجز التمترس وراء مرشحين لا يحظون بالتوافق المطلوب، وهذا ما ترى أوساط سياسية متعددة أنه قد تم بالفعل.
على خط موازٍ، تتوجه الأنظار غداً إلى المواقف التي سيطلقها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حول المستجدات اللبنانية، وذلك الساعة الثامنة والنصف على شاشة LBCI.
وفي المواقف الأساسية شدَّد المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري على ضرورة إنجاز الإستحقاق الرئاسي ك “فاتحة لإعادة انتظام المؤسسات الدستورية”، ولفتَ موقفهم من التطورات السورية حيث عبّروا عن القلق من الأحداث الدائرة، ودعوا “إلى تغليب لغة الحوار والإعتدال”.
أما على الجبهة، فتثبتتْ خطوط الإشتباك راهناً على بعد كيلومترات قليلة من مدينة حماة، حيث دارت معارك ضارية بين الجيش السوري والفصائل المنضوية تحت “هيئة تحرير الشام”، في الوقت الذي كانت فيه الإتصالات الإيرانية – الروسية تتواصل ومن بينها زيارة لنائب رئيس أركان الشؤون الدولية لدى المرشد الإيراني، إلى موسكو لبحث سبل مواجهة التغير الميداني في سوريا.