شو الوضع؟ جنبلاط في “سوريا الشرع” بعد تقلبات العلاقة منذ الأسد الأب… والكلام السوري عن “المسافة الواحدة” من اللبنانيين في انتظار التطبيق

إنّها “سوريا اللبنانية”، وليس فقط “سوريا الجديدة”، بعد سقوط “سوريا الأسد”. وهذه “السوريا”، يراها البعض أداةً وظيفية في السياسات اللبنانية الداخلية، وفي صياغة مواقع الطوائف والقوى السياسية والزعامات الشخصية. “سوريا” التي تُستعمل، ومن خلال بوابتها تتحدَّدُ الأدوار، والمصائر، لمواجهة القادمِ من المشهد الضبابي، والقابع فوق هواجس إدارة التنوع الطائفي والقومي، وتناتُشِ إسرائيل وتركيا “كعكةَ” الجغرافيا السورية.

هذه “السوريا الوظيفية”، معاكسة للسوريا المرتجاة من منظار المصلحة اللبنانية، الوطنية الشاملة، والكيانية، والتي يريدها اللبنانيون عامةً أن “تبقى في سوريا”، و”يبقى لبنان في لبنان”، وعلى القاعدة التي نادى بها ميشال عون وتحت ثقل مدفع سوريا السابقة، عن أن “لبنان لا يُحكم من دمشق ولا يُحكم ضد دمشق”.

ومصائرُ التاريخ والجغرافيا، حملها وليد جنبلاط اليوم إلى العاصمة السورية، ومعها ثقل الهواجس، والذاكرة. فمنذ المواجهة بين كمال جنبلاط وحافظ الأسد على خلفية رفض الأخير المضي في الحرب مع القوى المسيحية حتى النهاية في العام 1977، وانتهت باغتيال الزعيم الدرزي الأبرز، تقلّبت العلاقة بين وليد جنبلاط وسوريا، من الأسد الأب، إلى الإبن، وصولاً إلى حاكم سوريا الجديد، أحمد الشرع. ساندته “سوريا الوظيفية” في “حرب الجبل” 1983، وصاغت له الموقع المتقدِّم في تركيبة الطائف بعد العام 1990. لكن تغيّر النظام وتراجع تركيبة خدام – كنعان – الشهابي مع بشار الأسد وصولاً إلى مفصل التمديد لإميل لحود في العام 2004، فتحا باب المواجهة الكبرى، وصولاً إلى انتظار جنبلاط على ضفة النهر، بعد اندلاع الحرب السورية.

وزيارة اليوم الأحد على رأس الوفد الدرزي الكبير، أرادها جنبلاط برسالتين: دور الجماعة الدرزية من لبنان إلى “سوريا الجديدة” والتي تقيم على خط التماس الجغرافي مع إسرائيل، والرؤية للعلاقات اللبنانية – السورية، التي قال إنه صاغ مذكرة للقاء الديموقراطي عنها. وبعد إشادته بالمقاومة في مواجهة الإستبداد وضرورة تحويل السجون إلى متاحف للحفاظ على الذاكرة، قفز لإعادة فتح موضوع مزارع شبعا، قائلاً لموقع “ليبانون ديبايت” إنها سورية وليست لبنانية.
أما الشرع، فقد حاول الحفاظ على الصورة الجديدة التي يصوغها منذ سقوط النظام، متجنباً الأفخاخ اللبنانية للمشاركين وخاصة من الإعلاميين. وأوضح الحاكم الجديد رداً على سؤال حول “المعارضة الشيعية” أن سوريا على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، داعياً إلى محو الذاكرة السلبية في لبنان ومؤكداً عدم تدخلها.
ومن خلاصة الشرع، ستكون هذه الأقوال محور متابعة في انتظار تطبيقها للوصول إلى صورة فعلاً إيجابية بين اللبنانيين والسوريين، على قاعدة السيادة والإحترام المتبادل وبقاء كل بلد ضمن حدود بلده.

وفي المواقف الداخلية، دعا البطريرك بشارة الراعي في عظة الأحد إلى الكشف عن مصير الأبويين الأنطونيين المفقودين منذ “13 تشرين” شرفان وأبي خليل، داعياً إلى ترقّب جلسة 9 كانون الثاني 2025 ليكون للبنان رئيسٌ للجمهورية.
على خط آخر، تجتمع الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر استثنائياً غداً الإثنين، حيث يُرتَقب أن تصدر عنها سلسلة مواقف من القضايا المطروحة وفي طليعتها الرئاسة وقضية المفقودين والعلاقات مع سوريا في شكلٍ عام.

You might also like