هي معايير قوى المنظومة المتحكمة منذ العام 1990، ما تضع العصي في دواليب تشكيل حكومة. وهي أيضاً، محاولات اعتماد معايير مزدوجة كما نبهت من ذلك الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر، الأمر الذي من شأنه ضرب الصورة الوردية لانطلاقة عهد الرئيس جوزاف عون منذ بدايته.
وهذه المحاولات، ساهمت في عرقلة الإندفاعة السريعة لتشكيل الحكومة، على ما عبّر أمس رئيس الحكومة المكلف نواف سلام في تأكيده أنه ليس بساعٍ بريد. وفي المقابل، كانت ترتفع نبرة ممثلي الثنائي الشيعي في الندوة البرلمانية، والتي أكدت حتمية الإتفاق على احتفاظ “الثنائي” بوزارة المال، إلى “أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً”!
في هذا الوقت تلقى سلام جرعة دعم من اللجنة الخماسية بعد اجتماعها مساء اليوم الأربعاء، وشددت على ضرورة دعم العهد والحكومة المقبلة وعدم فرض شروط على الرئيس المكلف وتحديداً احتكار وزارات على طرف او طائفة، هذا في وقت يترقب اللبنانيون نتائج زيارة وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان غداً الخميس ونتائجها في الملف الحكومي تحديداً، وهي الزيارة الأولى لوزير خارجية سعودي منذ 15 عاماً.
بالتوازي وفي السياق الحكومي، دعا رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى الترفّع عن الصغائر كي يتم تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل. إلى ذلك أكدت الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر إستعدادها لتقديم كل التسهيلات الممكنة من أجل قيام حكومة إصلاحيين ببرنامج إصلاحي وسيادي واضح. وشددت على أن ألف باء الإصلاح وباب نجاح التشكيلة الحكومية هو الإلتزام بوحدة المبادئ والأسس لتأليفها، فلا يكون اي تمييز او تفضيل بين المكوّنات، بل عدالة بالمعايير بين القوى السياسية والنيابية بحجم تمثيلها الشعبي وقدراتها التنفيذية والاصلاحية. وأعربت الهيئة عن الأمل في أن تتشكل الحكومة ضمن مهلة زمنية معقولة وأن تحدث بوزرائها وبيانها وبرنامجها الفعلي صدمة إيجابية ينتظرها اللبنانيون جميعاً”.