في سباق الأمتار الأخيرة رئاسياً، تحريك متزايد وقنابل يرميها كل طرف، سعياً لتعزيز موقعه في المعادلة الجديدة التي لم تتوضح معالمها بعد. فالمشهد الرئاسي لم يرسُ بعد على برّ التوافق المنشود، على الرغم من القنبلة الترشيحية التي ألقها وليد جنبلاط بالأمس دعماً لقائد الجيش العماد جوزف عون، ما يبقي الصورة بالغة الضبابية، بعيداً من التضخيم اللبناني المعتاد.
فالكتل الأساسية لم تقل كلمتها بعد، وإن تصاعدت التسريبات الإعلامية من هنا وهناك، وكذلك الدعم النيابي الفردي لجوزف عون. والمرشحون الرئيسيون على اللوائح الخارجية، والداخلية، يواصلون تحركاتهم، كما فعل اليوم المصرفي سمير عساف الذي زار رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. أما المرشح المدعوم من الثنائية الشيعية سليمان فرنجية، فقد أكد أمس استمراره في الترشح، رابطاً الإنسحاب ضمنياً وعلناً بتوفر البديل ذات الحيثية المسيحية الواضحة، مطالباً ب”رفيق الحريري” ماروني مسيحي، في زمن الحاجة إلى المشاريع المالية والإقتصادية.
وفي الميدانيات الجنوبية، تتواصل الإختراقات الإسرائيلية من دون وجود رد واضح، وخاصة من القوى التي تصنّف نفسها “سيادية”، بعدما اخترقت الدبابات اليوم بلدة بني حيان الحدودية في قضاء مرجعيون، وفي ظل استمرار عمليات التمير والتجريف في أكثر من بلدة وبينها الناقورة.
أما الوضع السوري، فلا يزال تحت المجهر الدخلي والخارجي للقوى العربية والدولية. وفي هذا الإطار أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السوري في قمة الدول الثمانية النامية في القاهرة، أن سوريا تتعرض لاعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها، محذراً من أن “التصعيد يهدد بإشعال المنطقة”. ومن جهتها أعلنت الخارجية الفرنسية أن التقييم “للسلطات السورية الجديدة سيكون بناء على أفعالها وليس على الخطابات أو إعلان النوايا”.
وعلى الصعيد الداخلي ومع تصاعد الخوف من التطرف، تجمع مئات السوريين في ساحة الأمويين بدمشق للمطالبة بنظام مدني وإشراك النساء في الحياة العامة.