شو الوضع؟ بّراك الغاضب على الصحافيين يضع الخطوة الأولى في ملعب لبنان… وكل الشروط الأميركية مرتبطة بالسلام مع إسرائيل!

أفصح توم برّاك الثلثاء في شكل واضح عن المطلوب أميركياً. لم يكتفِ بتجديد مطالب بلاده، لا بل أنه رمى كرة الخطوة التنفيذية الأولى في ملعب لبنان. بذلك، رفعت الولايات المتحدة المسؤولية عن الإحتلال الإسرائيلي، وبات انطلاق سياسة “الخطوة – خطوة” متوقفاً على حصر السلاح، كمعبرٍ وحيد لخطوات إسرائيلية مرتبطة بالنقاط الخمسة وغيرها، لا بل شرطاً لأحلام “السلام والإزدهار” وغيرها.

على أنَّ الجوهر يبقى وبحسب ما أكدته الوفود الأميركية، تحقيق السلام مع إسرائيل، وهنا بيت القصيد من سياسة واشنطن، وخاصة بعد “7 تشرين” الفلسطيني.

 

وخلاصة اليوم الأميركي الطويل لبنانياً لم يتعلق فقط بالشروط، بل بإهانة بادر إليها براك من القصر الجمهوري للإعلام اللبناني، رافضاً ما وصفه بالجو “الفوضوي” و”الحيواني”. الإهانة غير المسبوقة أدت إلى استنكار واسع من قطاعات سياسية وإعلامية وشعبية، ودفعت القصر الجمهوري لإصدار بيان يشيد بالصحافيين اللبنانيين.

 

اللافت في كلام براك، هو محاولة مقايضة حزب الله السلاح، بالدعم المالي و”التعويض”، مؤكداً “أننا لا نتحدث عن حرب بل عن اقتناع حزب الله بالتخلي عن السلاح”. ورأى براك من قصر بعبدا أن الحكومة اللبنانية “قامت بشيء مذهل واتّخذت خطوة الطلب من الجيش إعداد خطّة لنزع سلاح حزب الله”، ناقلاً عن إسرائيل أنها “لا تريد احتلال لبنان”.

كما لفت تصريح براك عن التهديدات من الجانب السوري، فاعتبر “ألا مصلحة للرئيس السوري احمد الشرع في أن يكون هناك علاقة عدائيّة مع لبنان وأنه يريد علاقات تعاون معه “.

اما الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس فرأت من جهتها إن “إسرائيل مستعدّة أن تتحرّك خطوة خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانيّة”، مضيفة: “سنساعد الحكومة للمضي قدماً في القرار التاريخي”.

 

وكان وفد أميركي برئاسة السيناتور ليندسي غراهام رأى من قصر بعبدا أيضاً أنه “اذا قام لبنان بجهد لنزع سلاح حزب الله فسنكون هنا لمساعدته والكونغرس ينظر إلى لبنان بطريقة مختلفة وإذا استمرّ على هذا الطريق سيكون لديه فرص”.

 

الرد اللبناني بحسب رئاسة الجمهورية تمثل بتأكيد الرئيس جوزاف عون مجددا التزام لبنان الكامل بإعلان 27 تشرين الثاني لوقف الاعمال العدائية. وجدد التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأميركية- اللبنانية التي اقرها مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء، متمنيا على الجانب الأميركي متابعة الاتصالات مع الجهات المعنية كافة، وخصوصا مع البلدان العربية والغربية الصديقة للبنان لدعم والإسراع في مساري إعادة الاعمار والنهوض الاقتصادي.

 

هذا وقد استكمل براك وأورتاغوس لقاءاتهما مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نواف سلام، إلى زيارة لرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط. وقد أوضح سلام للوفد الأميركي أن قرار تكليف الجيش اللبناني وضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام حازم.

 ويأتي ذلك بعد عشاء كبير للموفدَين الأميركيين مع مجموعة من السياسيين والإعلاميين اللبنانيين في أحد مطاعم “الجميزة” ليل أمس الإثنين.

You might also like