شو الوضع؟ بعد زيارة سيجورنيه اندفاعة قبرصية وأوروبية إلى لبنان خوفاً من هجرة النازحين… و”القسام” تعود للتحرك من جنوب لبنان!

غادر وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه في لبنان فاتحاً سيلاً من الأسئلة حول كيفية ترجمة حراكه سعياً لوقف الحرب، في الوقت الذي بقيت فيه الضبابية مخيمة على نتائج المسعى، وفي انتظار المزيد من الجولات وتبادل الأفكار والصيغ. وفي هذا الوقت بقي الميدان الجنوبي محتدماً في ظل قواعد اللعبة المحكومة بالرد المتناسب بالنيران والضربات الموضعية ولو الموجعة، حيال كل اعتداء إسرائيلي. لكن في المقابل، عادت “القسام” للإعلان عن عمليات قصف صاروخي من لبنان، بما يتعارص مع المصلحة اللبنانية العليا المرتكزة على عدم استعمال الجنوب من أي طرف غير لبناني، وترك مهمة تحرير فلسطين لأهلها وشعبها في الأراضي المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية.

على أن مغادرة سيجورنيه لم تقفل باب الإندفاع الأوروبي والغربي تجاه لبنان. فبعد أن مرر سيجورنيه رسائل توحي باستمرار السياسة الأوروبية نفسها إزاء إبقاء النازحين في لبنان، تصل لبنان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين بيروت الخميس المقبل، برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، لمحادثات جديدة مشوبة بالقلق من السياسات التقليدية الأوروبية، التي لا تخرج عن سياق الدعم المالي للدولة اللبنانية مقابل تمرير مؤامرة إبقاء النازحين. وفي هذا السياق استمرّت الردود اللبنانية الراصدة هذه المخططات، فسارع النائب السابق أمل أبو زيد إلى التنديد بسياسة التسويف والرياء التي يمارسها الغرب تجاه لبنان في ملف النزوح، مؤكداً الخشية من “المواقف الملتبسة وتكرار معزوفة العودة الطوعية”، مطالباً “أوروبا عموماً وفرنسا خصوصاً بالوقوف فعلاً إلى جانب لبنان ومصلحته العليا من خلال ازالة الخطر الوجودي عليه من جراء القنبلة المتمثلة بالنازحين السوريين”، وإلا “تكون المواقف مجرد شراء وقت لابقاء النازحين السوريين في لبنان وجعله وطناً بديلاً بقوة الامر الواقع”.
وتزامناً، استمرت التحركات “القواتية” في ملف النزوح، والرامية إلى تغطية 13 عاماً من السكوت على جريمة تغطية النزوح السوري الكثيف لا بل التواطؤ معها، والسعي للتساوي مع من كان سباقاً وريادياً في مواجهة مؤامرة توطين النازحين السوريين منذ بداياتها، لا استلحاقاً كما معظم القوى السياسية القصيرة النظر.

وفي سياق منفصل، خسرت عائلة الإعلام اللبناني والتيار الوطني الحر الزميلة ريتا شاهين في نوبةٍ قلبية مفاجئة، بعد مسيرة إعلامية وحزبية حافلة بالعطاء والمثابرة والجدية، والتزام الأخلاق والقيم الإعلامية. وقد نعى شاهين التيارُ الوطني الحر ونقابةُ المحررين ونواب ووزراء من “التيار” وكوادره ومحبوها.

You might also like