في عيد الميلاد، يستريح اللبنانيون لبعض الوقت، فيما العين السياسية تبقى شاخصة لجلسة ٩ كانون الثاني التي ارتفعت الشكوك حول نجاحها في انتخاب رئيس.
لكن إسرائيل العدوانية لا تستريح، بعدما طالت يد غاراتها بلدة طاريا البقاعية قبل يومين لأول مرة منذ وقف النار. وفيما يعول البعض فقط على قرارات دولية ولجنة المراقبة، كانت دبابات الميركافا تقتلع إشارات القرى الجنوبية وتقطع طريق وادي الحجير، الذي سبق وذاقت فيه مر الهزيمة في حرب تموز ٢٠٠٦.
وبين الرئاسة المنشودة وحق اللبنانيين بفسحة قصيرة من الهدوء، عاد القلق الشديد ليلف الوضع الجنوبي الهش، والذي تخرقه إسرائيل يومياً. ذلك أن اعتداءاتها اليومية تترافق مع تصريحات سياسية لحكامها تلوح باستمرار الإحتلال ب انقضاء مهلة الستين يوماً. فمن يضمن حينها عدم تجدد الحرب؟
وفي الشؤون الرئاسية، لبى قائد الجيش العماد جوزف عون دعوة سعودية لزيارة الرياض، وإن كان بعدها الشكلي عسكرياً، إلا إن الإنطباع لا يمكنه الفصل بينها وبين كواليس الرئاسة. الى ذلك تابع المرشحون جولاتهم، إذ سجا اجتماع تكتل التوافق الوطني مع “المرشحين لرئاسة الجمهورية” العميد جورج خوري والنائب فريد البستاني في مكتب عضو التكتل النائب حسن مراد في بيروت
وفي الجوار السوري المتقلب، واجهت سلطة هيئة تحرير الشام اختبارات قاسية مع فئات من النظام السابق، وتحديداً في قرى علوية في ريف طرطوس، حيث سقط لها أكثر من ١٥ قتيلاً في كمائن أمس واليوم. وبالتوازي، تختار رئيساً جديداً لاستخباراتها، سبق له الإنضواء في “القاعدة” ولاحقاً “النصرة”، فيما استقبلت اليوم الخميس رئيس استخبارات العراق حميد الشطري.