هي خسارة كبيرة، ليس للمسيحيين الكاثوليك فحسب، بل لمسيرة الحوار والسلام والنهج الإصلاحي الإستنهاضي في الكنيسة. ذلك أن البابا فرنسيس عمل بكل جهده على مسارات متوازية. إلى جانب تمسكه بالعدالة والسلام والحوار بين الأديان، جسّد بسلوكه وعمله سلوكاً إصلاحياً تحتاجه الكنيسة لتجدد نفسها، فلم يتردد في المساءلة والمحاسبة داخلها لتبقى كنيسة الشعب والفقراء والمعذبين.
وطيلة ولايته، بقي البابا فرنسيس العين الساهرة على لبنان بما يمثله من أرض حوار وتعايش، وعلى النزاعات والصراعات المديدة في الشرق الأوسط. زار العراق والتقى السيد السيستاني، ونسج علاقات وثيقة مع شيخ الأزهر موقعاً معه وثيقة الأخواة الإنسانية، واستمر بمواجهة الحروب ومنها تلك التي قادتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني.
وفور وفاته انهمرت التعازي من كل أصقاع العالم، ومن أركان العالم الإسلامي من إيران إلى مصر والدول العربية. وفي لبنان أعلن الحداد لأيام ثلاثة، كما شدد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على أن “رحيل البابا فرنسيس ليس خسارة للكنيسة الكاثوليكية فحسب، بل هو خسارة للبشرية جمعاء، فقد كان صوتاً قوياً للعدالة والسلام، ونصيراً للفقراء والمهمشين، وداعية للحوار بين الأديان والثقافات.”
الرئيس ميشال عون أشار من جهته إلى أنه “لطالما كان لبنان في ضمير قداسة البابا فرنسيس، وأولاه دوماً اهتماماً خاصاً ومحبة صادقة ودعماً لم ينقطع حتى أيامه الأخيرة، وبادله اللبنانيون صدق المحبة وعميق الإحترام”. أما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فقال إننا “نفتقده مدافعًا عن لبنان ومناضلًا من أجل العدالة والسلام بين الشعوب”.
على خطٍ آخر، أطلق التيار الوطني الحر اليوم حملته الإعلامية والإعلانية تحضيراً لإحياء الذكرى العشرين لانسحاب الجيش السوري السبت المقبل في 26 نيسان الساعة الخامسة مساء. وقد شدد نواب “التيار” وكوادره في فيديوهات خاصة على خطوة النزوح السوري على وجود الوطن اللبناني ونسيجه المتنوع واقتصاده المنهار أصلاً، والذي جعل “النازحين بتياب محتلين”، بحسب الوسم الذي أطلقه “التيار” لهذه الغاية.