كل الشرق الأوسط ودوله المكوية بالصراع الأميركي – الإيراني، يتوجه نحو توقيت المفاوضات بين الدولتين. ففي ذلك “تقريش” حسابات الربح والخسارة، وحدود الأدوار، وضبط النفوذ الإقليمي. فعلى نتائج هذه المفاوضات، يتقرر الكثير. إذ لا ينسى أحد تداعيات انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية في ولادة إيران جديدة وانعكاسها على دخول حزب الله مؤسسات الدولة بعد العام ١٩٩٠.
وفيما يكرر دونالد ترامب في كل مناسبة فوز بلاده، واحتفاله بالفوائد المنتظرة، أطلّ المرشد الإيراني علي خامنئي ليؤكد انتصار بلاده، معتبراً أن الولايات المتحدة دخلت الحرب “لأنها شعرت أن الكيان الصهيوني سيدمر بالكامل”. وخلص خامنئي للإعلان أن أميركا لم تحقق أي إنجاز من هذه الحرب، لا بل أنها تلقت “صفعة قاسية” من إيران.
لبنانياً، أطل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ليعكسَ اتجاهه مع المشهد الجديد المرسوم أميركياً، وليوجّه سلسلة رسائل وإشارات بالغة الدلالة.
جنبلاط بدا في مؤتمره الصحافي وكأنه في اواخر العام ٢٠٠٥ حين أمسك بخريطة تظهر مزارع شبعا ويؤكد عدم لبنانيتها.
فإذ دعا حزب الله في شكلٍ مباشر إلى جعل السلاح “من الذاكرة”، كشف أنه “سلّم” مخزن سلاح في المختارة يتضمن النوعين المتوسط والخفيف، للدولة. وإذ لفت جنبلاط الى التغيرات وانتصار أميركا وإسرائيل، رأى ان مزارع شبعا تخضع للقرار ٢٤٢ الذي صدر بعد حرب ١٩٦٧، وبالتالي اعتبارها سورية وليس لبنانية.
موقف جنبلاط تعتبر أنها مواكبة للإتجاه في المنطقة والمرعية أميركياً لحل النقاط العالقة سورياً ولبنانياً مع إسرائيل، بما في ذلك تصفية قضية الجولان المحتل نفسه.
على خط آخر، بقي تفجير كنيسة مار الياس في دمشق، مثاراً للادانة والتضامن خاصة في لبنان، من خلال سلسلة لقاءات ومواقف تأبى نسيان قضية الحفاظ على التنوع في مجتمعات المشرق.