تحول الإهتمام اللبناني والقبرصي بين الأربعاء والخميس، نحو محاولة استيعاب الرسائل “النارية” للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بعدما حذّر قبرص من مغبة الإنزلاق إلى التعاون العسكري مع إسرائيل واستعمال أراضيها في أي عدوان على لبنان في ظل الغليان المستمر في الجنوب وشمال فلسطين المحتلة، والذي يسير على حبل رفيع بين الحرب الشاملة ومحاولة ضبطها عبر إشارات الردع.
وقد سارع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودولوس أمس إلى التأكيد أن بلاده لا تشارك بأي شكل من الأشكال في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وجنوب لبنان، فيما توجهت الدولة اللبنانية عبر وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، إلى تبادل رسائل الطمأنة والتهدئة مع قبرص،
ومن جهته بادر بو حبيب للإتصال بنظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس، في الوقت الذي صدر فيه اعلان من المتحدث باسم الحكومة القبرصية بأنه لن يتم منح أي دولة الإذن بإجراء عمليات عسكرية عبر قبرص.
ميدانياً، اغارت مسيرة اسرائيلية على سيارة في بلدة دير كيفا ما أدى إلى شهيد هو عباس إبراهيم حمزة حمادة من بلدة الشهابية. كما استهدفت غارة أخرى سيارة في بلدة حومين الفوقا متسببة بشهيد افيد انه نجل الشيخ محمد جمعه عمار جمعه. إلى ذلك قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة كفركلا تلة العزية باتجاه ديرميماس والخيام. كذلك استهدف الطيران المعادي أطراف إقليم التفاح.
بالتوازي، كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يؤكد أمس الخميس ومن عشاء للجنة المرأة في هيئة قضاء كسروان وقوف “التيار” إلى جانب الحق اللبناني في حال حصول أي عدوان إسرائيل. فأوضح أن أن “التيار” يعمل على إبعاد الحرب عن لبنان وتحييده عنها”، لكن “إذا وقعت الحرب لسنا شعباً يستسلم فلا ننسى ماذا فعلت بنا إسرائيل وبكل لبنان وبجسور كسروان ولا خيار لدينا كتيار ولبنان أين سنقف دفاعاً عن وطننا، بغض النظر عن موقفنا مما فعله حزب الله لجهة فتح الحرب في الجنوب”.
على خطٍ داخلي آخر، سُجِّلت في عين التينة زيارة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، بحثت في الحراك الرئاسي الحالي والطروحات التي تهدف إلى تسريع الإنتخاب، ومحاولة تضييق هوة الخلاف.
وبعد اللقاء أوضح الوزير السابق غازي العريضي أن “وجهات النظر مع بري كانت على توافق تام، خصوصا وأنه قدم الكثير من التسهيلات والأفكار بالتفصيل التي شرحها للجنة الخماسية وللموفدين الذين جاؤوا من الخارج ومع الكتل النيابية”. وقال العريضي إنه “لم نتوصل في هذه المرحلة إلى نتائج إيجابية كما كنا نأمل، لكن التحرك لن يتوقف، إذ لا خيار أمامنا كلبنانيين إلا بالتشاور بين بعضنا البعض لنصل إلى النتيجة المرجوة، آخذين في الإعتبار الواقع الداخلي الصعب والمأزوم”.