بقيت الأنظار متوجهة بعد خطاب السيد حسن نصرالله، إلى حدث عسكري ما وفي مكان ما، استتباعاً لما أعلنه أمس الخميس لجهة حتمية الرد المدروس. وفيما شهدت ليلة الأمس إطلاقاً مكثفاً للصواريخ من لبنان في اتجاه مستوطنات الشمال الإسرائيلي، بقي الجنوب تحت المراقبة الحذِرة، فيما الجبهات في المنطقة على استنفارها، والذي وصل إلى قبرص واليونان تحسباً لأي هجوم قد يطاول أهدافاً إسرائيلية.
أما من جهة المحور الحليف لإيران، أكد القائد العام للحرس الثوري في رسالة وجهها لنصرالله أن “محور المقاومة سيحقق انتصارا عظيما وأن انتقاماً قاسياً ينتظر إسرائيل”.
في هذا الوقت تستمر اتصالات الدولة اللبنانية لمحاولة تجنيب لبنان أي تداعيات. وفي هذا الإطار عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في حضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، اجتماعا مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهم سفراء كل من الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا الصين وروسيا، وممثلي الدول الاعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سويسرا وكوريا الجنوبية.
بالتوازي وعلى خط المواقف، كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يشدد من عشاء لجنة القدامى في “التيار” على التضامن الوطني في مواجهة اعتداءات إسرائيل، مذكراً بتقاعس من وصفهم ب”السياديين الإنتقائيين” والذين تسلقوا على حدث “17 تشرين” بتصويبهم الأحادي على “التيار”، لا بل بفشلهم وانفضاح كل شعاراتهم الزائفة.
باسيل أكد في الملف الداخلي للتيار حرصه على وحدة المؤسسة الحزبية وتماسكها والتنوع في داخلها، تحت سقف النظام، كما شدد على أن الانضباط الحزبي هو كالصلاة بالنسبة للراهب، ولفت الى أن احترام القرارات الحزبية هو معيار الانتماء الحقيقي والولاء الصادق.
وفي ظل الأجواء الملبدة فوق لبنان، تُسجل مساء اليوم الجمعة علامة رجاء للبنان ومجتمعه المتنوع، مع حفل تطويب البطريرك أسطفان الدويهي. ذلك أن المسيرة الحافلة للكنيسة المارونية اللبنانية في الدور النهضوي والثقافي الذي لعبته بمجامعها المختلفة، وبعلاقتها مع الغرب في عصر النهضة، شكل العلامة الدويهي أحد أبرز أركانها مع إرثه الضخم ليتورجياً وفي كتابة إحدى أوجه تاريخ لبنان. وهذا الحدث برمزيته الكبيرة، يمنح لبنان علامة رجاء يحتاجها شعبه في زمن التغيّرات والتحولات الكبرى، وجرعة صمود للمجتمع المسحوق تحت ارتكابات المنظومة المصرفية – السياسية، والمزنّر بأزمات المنطقة والعدوانية الإسرائيلية وتداعياتها.