شو الوضع؟ “التيار” يتجدد تنظيمياً وباسيل يثبِّت اللامركزية والصندوق الإئتماني ركائزَ لا رجوع عنها في العهد الجديد…

جدّد التيار الوطني الحر آلياته التنظيمية مع ولايةٍ جديدة للوزير جبران باسيل لكن مع غالبيةٍ من نواب جدد في القطاعات المختلفة، وأبرزوا في كلماتهم النيّة في العمل الجماعي والتحديث الحزبي، والتزام القضية اللبنانية دون عداها وأولويةً تعلو كل الأولويات. فكان لقاء الربوة اليوم تعبيراً عن تطوّر “التيار” وتجديد دمائه في الإدارة، من ضمن سقف النهج النضالي المقاوم على الأرض وفي وجه منظومة الفساد والتبعية والإرتهان.

 

وإضافةً إلى الجانب الحزبي الذي شدَّد فيه باسيل على التجديد في موازاة الحفاظ على السقف النضالي للتيار، وجه سلسلة من الرسائل في زمن البازار الرئاسي، لتكون ركائز يناضل “التيار” لتحقيقها، والتي لا مستقبل للبنان من دونها. فقد أعاد رئيس “التيار الوطني الحر” تأكيد اللامركزية والصندوق الإئتماني لتحقيق التنمية، ولو تأخر إقرارهما إلى ما بعد العهد الرئاسي الجديد، على أن يكونا أهم “الأمانات” المودعة لدى هذا العهد أياً كان إسم رئيسه. لكن الأهم في الرسائل الرئاسية، تثبيت القضايا اللبنانية الوجودية والمصيرية دون سواها، وجعلها أولوية على كل ما عداها من آليات أفرقاء المنظومة السياسية، البارعة في المقايضات خدمة لمصالح إقليمية وغربية.

ففي وقت يُحاصَر لبنان بين “نارَي” المرشح الذي لا تمثيلَ سياسياً وشعبياً له، وبين مرشح يتطلب أنْ يكون انتهاك الدستور وتمزيقُه سجادة لوصوله إلى قصر بعبدا، رفع باسيل التحدي للعمل على إعادة النازحين إلى سوريا ورفع الحصار المالي عن لبنان في حال كان المرشح القريب للولايات المتحدة الأوفر حظاً، إلى جانب شرطي اللامركزية والصندوق الإئتماني في الحوار والتفاوض مع حزب الله. وفي وقت جدد باسيل التشديد على أصالة الهوية اللبنانية وجعلها الرابط الأساسي الذي يعلو كل الهويات الفرعية الأخرى الطائفية والإقليمية، وجه رسالة جازمة لراعي الحوار والدافعين إليه، بضرورة حصره بالموضوع والهدف وهو انتخاب رئيس إصلاحي، شرط أن يخرج هذا الحوار من الرداء التقليدي الذي يُلزَم دائماً به ولا يوصل إلى نتيجة…

You might also like