أقل من أسبوع على إسدال ستارة الإنتخابات البلدية على مسرح الجنوب، ما يسمح باستعادة كامل السياق السياسي الطبيعي. وفي وقتٍ يبقى الضغط الخارجي حول مسألة سلاح “الحزب” تحدياً وسيفاً مُصلتاً على الدولة، تبرز ملفات أخرى إلى واجهة الحدث، سواء تلك المرتبطة بالإصلاحات، أو سواء تلك المتعلقة بإنتاج السلطة.
فملف قانون الإنتخابات يبقى دائماً فاتحة للشهيات القديمة لجهة السطو على التمثيل الصحيح. وسيكون هذا الهاجس ماثلاً في نقاشات اللجان المشتركة الخميس المقبل، بعدما دعا رئيس المجلس نبيه بري إلى جلسة تناقش سلسلة اقتراحات قوانين، من بينها انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ واقتراح “اللقاء الأرثوذكسي”.
واليوم الثلثاء سجُل لقاء بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام الذي غادر قصر بعبدا من دون الإدلاء بتصريح. إلى ذلك استمرت الإعتداءات الإسرائيلية وطالت اليوم ما زعمت إسرائيل أنه قائد منطقة المنصوري في حزب الله. وبالتوازي، كانت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال منتدى قطر الإقتصادي في الدوحة تلوح بأن “لبنان لا يزال أمامه “الكثير” ليفعله من أجل نزع سلاح حزب الله”.
وفي سياق الإنتخابات البلدية، تتوجه الأنظار إلى مسارح المعارك الإنتخابية، وأبرزها جزين وصيدا. ذلك أن “الثنائي الشيعي” سعى إلى أكبر قدر ممكن من التزكيات في البلديات، وإلى توافقات تُبعد كأس المعارك المريرة، ما جعل الصورة الإنتخابية في القرى ذات الغالبية الشيعية من دون تنافسٍ يُذكر.
وقد ترأس وزير الداخلية أحمد الحجار اجتماعاً لمجلس الامن الفرعي في سرايا صيدا، أكد خلاله أننا “استفدنا من المراحل الانتخابية السابقة وحاولنا تدارك كل الثغرات والنواقص التي حصلت فيها”، آملاً “في المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية أن تعيد الدولة حضورها وتأكيد سيادتها في الجنوب”.