بين المراوحة والتصعيد المتنقّل والمتغيّر بحسب درجة العدوانية الإسرائيلية، من الجنوب إلى البقاع، تتواصل الحرب التدميرية فصولاً. والمتغيّر الوحيد الذي يمّكن أن يخلق ديناميكية مختلفة، هو تدخل أميركي فاعل، لن يتبلور قبل أسابيع واستقرار الإدارة الأميركية الجديدة. ذلك أن اللبنانيين يترقبون تحرّكاً بمبادرة من دونالد ترامب، يفتح نافذة للحل، وقادر على لجم عدوانية بنيامين نتنياهو الذي وضع أهدافاً عالية السقف لحربه.
وفي هذا المشهد الضبابي، تواصلٌ دبلوماسي خارجي، وحراكات لبنانية داخلية. فقد سُجل اليوم الجمعة اتصال بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وفرنسا، أنطوني بلينكن وجان نويل باردو، ركز على سبل وقف إطلاق النار و”عودة السكان على جانبي الخط الأزرق إلى ديارهم بأمان”.
وداخلياً، وفي إطار اللقاءات ضمن المكونات الطائفية اللبنانية، يسجل اجتماع نيابي “سُني” الإثنين مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يسبق سفره إلى الرياض للمشاركة في أعمال القمة العربية – الإسلامية.
أما ميدانياً، فتركزت الحرب الإسرائيلية على منطقتي صور والنبطية، وصولاً إلى القرى الحدودية في الهرمل.
ومن جهة المقاومة، تواصل استهداف المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، وكذلك الإستهدافات النوعية التي طالت قاعدتي ستيلا ماريس البحرية، ورامات ديفيد في جوار حيفا، كما أقفل مطار بن غوريون في شكلٍ مؤقت.
وفي إطار ردود الفعل، سُجل اشتباك بين إسرائيليين ومواطنين عرب في أمستردام عاصمة هولندا بعد مباراة كرة قدم تم فيها تمزيق علم فلسطين، ما أثار غضب نتنياهو الذي سارع إلى التنديد والتوعد، بعد تسجيل سقوط عدد من الجرحى من حاملي الجنسية الإسرائيلية.