شانتال باسيل… الحضور الهادئ ذو الأثر القويّ (جومانا ناهض)

رغم أنّ اسمها لا يتردّد كثيرًا في الإعلام، تبقى شانتال ميشال عون باسيل واحدة من النّساء اللّواتي يتركن أثرًا عميقًا كلّما ظهرن في المشهد العامّ. 
زوجة النائب جبران باسيل، وابنة الرئيس العماد ميشال عون، اختارت منذ البداية أن تكون في الظلّ، ولكن بفعاليّة لافتة وحضور متوازن يجمع بين الرّصانة والإنسانيّة والعمل الهادئ.

تحمّلت ثقل موقع زوجها ووالدها وما تعرّضا له، والخطر المحدق بهما  بصبر استثنائي.
 ورغم كلّ ذلك، عُرفت شانتال باسيل بقدرتها على تحمّل المواقف الصّعبة الّتي تُفرض عليها برصانة وذكاء.
 فهي لا تدخل الجدالات ولا تردّ على الحملات، بل تعتمد النَفَس الطويل وتترك للأيام أن تكشف الحقائق. 
هذا الهدوء الّذي تتحلّى به لا ينتقص من قوّتها، بل يبرزها أكثر كمرأة تعرف متى تتكلّم ومتى تسمع وكيف تردّ:
لطفٌ يرافقه حسّ إنسانيّ عميق
إلى جانب صلابتها، تمتلك شانتال باسيل شخصيّة لطيفة قريبة من النّاس. فكلّ من تعامل معها يشهد على اهتمامها بمن حولها، سواء داخل محيطها العائليّ أو في اللّقاءات العامّة.
لا تبحث عن الأضواء، لكنّها تحضر بثقة وودّ، وتمنح من تواجهه شعورًا بالاحترام والإنصات الحقيقي.
لا يغرّها منصب ولا كلام منمّق متواضعة قلبًا وقالبًا.

فها هي تخلق “بترونيات” وبإصرار تُنجز الكثير
كونها المسؤولة المباشرة عن مبادرة “بترونيات” – المشروع الثقافي السياحي الاجتماعي الذي يعرّف الناس على تراث البترون ويكرّم سيداتها. لقد فلقد نجحت في تقديم صورة حضاريّة عن دور المرأة في المجتمع المحلي.
من خلال هذا المشروع، أظهرت اهتمامًا واضحًا بالمبدعين والرّاغبين في عرض نتاجهم الزّراعيّ واليدويّ. عملها في “بترونيات” يعكس شغفًا هادئًا وحرصًا على دعم المشاريع الصّغيرة، وإبراز الصورة الجميلة للمدينة عبر فعاليّات راقية وإدارة مهنية وحضورها المميّز.
حضور قليل لكنّه قويّ التأثير، صحيح أنّها لا تظهر كثيرًا في الإعلام، لكنّ حضورها حين يحصل يكون مدروسًا، مؤثرًا، وصاحب صدًى قوي. هي من النساء اللّواتي لا يحتجن إلى الضّجيج ليُسمَع صوتهنّ إذ يكفي أن تتحدّث بكلمات قليلة وتطلّ بابتسامة صادقة، وتتعامل بكلّ تواضع ومحبّة لتترك أثرًا.

بين صبرها على ثقل المسؤوليات، حرصها على عائلتها، اهتمامها بالمبادرات الهادفة، وقدرتها على العمل بعيدًا عن الأضواء، تبقى شانتال باسيل نموذجًا للمرأة الّتي تختار طريقها بثقة  وتترك بصمة حيث تحلّ. بصمة لا تُنسى.
هنيئًا للبترون بحضورك المشعّ وهنيئًا ل “بترونيات” استمرارها وتقدّمها.

You might also like