تكرّر سلطات دمشق سيناريو الساحل في السويداء: وعود بالأمان تنتهي بقتل جماعي وتشريد، فيما يُمهَّد المشهد لتطبيع أمني مع الاحتلال بذريعة «حماية الأرواح».
الأخبار: لمياء إبراهيم-
على غرار ما جرى في الساحل السوري، سُجّل في السويداء وعدد من قراها في الريف الغربي، الكثير من الجرائم التي ارتكبها عناصر وزارتَي الدفاع والداخلية، بدعوى “بسط الأمن والأمان” في المحافظة. هكذا، قامت فصائل تتبع الأمن السوري بمهاجمة قرى عدّة، فقتلت وسرقت وأحرقت وأذلّت مَن لم ينزح من سكانها، موقعةً ما لا يقل عن 70 قتيلاً و250 جريحاً.
ووفقاً لمصادر محلية تحدّثت إلى “الأخبار”، فإنه “منذ ساعات صباح الإثنين، بدأ إطلاق النار الكثيف وقذائف الهاون على الأحياء الغربية لمحافظة السويداء، حيث تمكّنت قوات وزارتَي الدفاع والداخلية من دخول المدينة من محورَين: كناكر والثعلة؛ فبدأت حركة نزوح كثيفة في اتجاه الريف الجنوبي للمحافظة. وبعد ذلك، شنّ الاحتلال الإسرائيلي حوالى سبع غارات على أطراف مدينة السويداء، مستهدفاً كتيبة عسكرية وآليات تابعة لجيش سلطة دمشق”.
تمّت تصفية 13 شخصاً كانوا موجودين في إحدى مضافات آل رضوان، وإعدام ثلاثة إخوة شبان عند دوار الباشا
وتحدّثت المصادر عن ارتكاب قوات الأمن العام العديد من الجرائم أثناء تفتيشها المنازل، وملاحقتها مَن سمّتهم “مجموعات خارجة عن القانون”، ولعلّ أبرزها “تصفية 13 شخصاً كانوا موجودين في إحدى مضافات آل رضوان، وإعدام ثلاثة إخوة شبان عند دوار الباشا (مدخل السويداء الشمالي) أمام والدتهم، وإحراق كنيسة مار ميخائيل في قرية الصورة الكبيرة، إلى جانب إحراق المحالّ أو سرقتها، وكل ذلك موثّق بفيديوهات قاموا بتصويرها بأنفسهم”.
كذلك، لفتت المصادر إلى تفاقم الوضع الإنساني، وخاصة الطبّي، وسط غياب معظم الكوادر الطبية العاملة في مستشفى السويداء، بفعل محاصرة هؤلاء في منازلهم، إلى جانب الانقطاع المستمرّ في الكهرباء، وتوقّف عمل الأفران والصيدليات ومعظم المحالّ.
من جانب آخر، أثار التدخل المتأخّر لإسرائيل في أحداث السويداء، علامات تعجّب، في ظلّ ما أشيع عن حصول دمشق على ضوء أخضر إسرائيلي لإنهاء هذا الملف لمصلحتها. ووفقاً لأحد الناشطين، “يبدو أن تزامن أحداث السويداء مع المفاوضات بين حكومة أحمد الشرع وإسرائيل في آذربيجان، غايته تحضير المدخل الشرعي لملفّ اللامركزية من جهة، والمضيّ نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، حيث تحتاج حكومة دمشق إلى مبرّر أمام الشارع السوري قبل بدء التنسيق الأمني مع إسرائيل، وهي لن تجد ظرفاً أفضل من الظرف القائم حالياً للإعلان عن ذلك، حتى يُظهر الشرع أمام جمهوره أن ضعف الإمكانات ووجود عملاء في السويداء، دفعاه إلى قبول الاتفاق الأمني مع الاحتلال، حفاظاً على أرواح السوريين”.