سيجورنيه يُحذر: من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات!

انشغل كبار المسؤولين اللبنانيين يوم أمس بزيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الى بيروت، بحيث خرق الضيف الفرنسي المشهدية التي عادة ما تكون هادئة يوم الأحد، فوجه رسالة حاسمة بقوله “من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات!” الا ان هذه الطبقة السياسية لا تبدو مكترثة على الاطلاق لتحذيرات سيجورنيه، لان مصالحها الخاصة تطغى على اي مصلحة ثانية وان كانت المصلحة الوطنية العليا. وما دام كل فريق يعتبر ان التنازل عن اي من شروطه في هذه المرحلة، سيعني انكساره وخسارته المعركة الرئاسية، فستبقى البلاد تدور في حلقة مفرغة من دون ان تتمكن حتى الدول الـ5 الاساسية التي شكلت لجنة خاصة للبنان، من ان تحقق اي خرق يذكر في جدار الازمة.
الورقة قيد الاعداد 
وبحسب المعلومات لم يحمل سيجورنيه معه الورقة الفرنسية معدلة، بحيث أفيد ان العمل عليها لا يزال جاريا، ولم تنته باريس من صياغتها بنسختها النهائية. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ “الديار” ان “هذه الورقة تلحظ “اليوم التالي” اي ما بعد انتهاء حرب غزة”، لافتة الى ان “ما يختلف بين المسعيين الاميركي والفرنسي، هو ان واشنطن تعتبر ان بت الامور الاساسية سيحصل مع وقف النار في غزة، في وقت يعتقد الفرنسيون انه من الاجدى اعداد الارضية والتفاهمات في هذه المرحلة، كي تكون جاهزة عند انتهاء الحرب في غزة، فتطبق الحلول تلقائيا على لبنان”.
واعتبر سيجورنيه ان “الازمة طالت كثيرا”، مشيرا الى انه “يتم العمل على تفادي حرب  إقليمية في لبنان”، واضاف “ندعو الاطراف كافة إلى ضبط النفس، ونحن نرفض السيناريو الأسوأ في لبنان وهو الحرب”.
وشدد سيجورنيه خلال مؤتمر صحافي في قصر الصنوبر في ختام زيارته لبنان على أنه لا مصلحة لأحد أن يتوسع الصراع بين حزب الله و “اسرائيل”، داعيا لـ “تطبيق القرار 1701 كاملاً”. وأضاف “إن قوات اليونيفيل تؤدي دورا حاسما لتفادي السيناريو الأسوأ، وعلى كل الاطراف ان تسمح لليونيفيل بالقيام بمهامها كاملة”.
واذ أكد أن “فرنسا ستستمر في دعم الجيش اللبناني إلى جانب شركائنا، والعودة الى الاستقرار تتطلب إعادة انتشاره في الجنوب”، شدد على ان “لبنان بحاجة إلى إصلاحات، وسنواصل العمل على إخراج لبنان من أزمته”، وقال أنه “بدون رئيس منتخب لبنان لن يدعى إلى طاولة المفاوضات”.
لبنان متمسك بالـ1701
وكان سيجورنيه التقى كلل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزيف عون، كما زار قوات حفظ السلام في الناقورة بجنوب لبنان. وأفاد بيان صادر عن ميقاتي انه تم خلال الاجتماع البحث في المساعي التي تقوم بها فرنسا لاعادة الهدوء الى جنوب لبنان، كما وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقال ميقاتي خلال الاجتماع: “ان لبنان يقدّر لفرنسا وقوفها الدائم الى جانبه ودعمها له على الصعد كافة. كما يثمن الجهد الكبير للرئيس ايمانويل ماكرون في سبيل حماية لبنان واستقراره وتعافيه الاقتصادي”. 
وجدد ميقاتي” مناشدة  فرنسا والدول الأوروبية دعم لبنان، من أجل التوصل إلى حل لأزمة النازحين السوريين”، مشيرًا الى “بداية مقاربة اوروبية جديدة مع اعترافهم بالتحدي الذي تمثله هذه القضية بالنسبة للبنان واستعدادهم للعمل مع السلطات اللبنانية في هذا الشأن”.
من جهته، شكر بري لفرنسا حرصها ودورها وللرئيس إيمانويل ماكرون جهوده لمنع الحرب على لبنان، وكان رئيس المجلس واضحاً بتمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته .
واكد بري للوزير الفرنسي “انتظار لبنان لتسلم الاقتراح الفرنسي الرامي الى خفض التصعيد ووقف القتال، وتطبيق القرار الأممي تمهيداً لدراسته والرد عليه”. كما أثار رئيس المجلس موضوع النازحين السوريين. 
وبعد لقائه بو حبيب قال سيجورنيه: “احرزنا تقدماً كبيراً في المناقشات حول المقترحات الفرنسية التي قدمناها، وسنواصل تبادل الآراء في الاسابيع المقبلة حول ورقة العمل”. 
وبعد اللقاء تحدث بوحبيب الى الصحافيين‏ وشدد على  أن “التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701 يحقق الاستقرار المنشود”.
اما البيان الصادر عن قيادة الجيش فأكد على “أهمية دعم الجيش نظرًا لدوره في حماية أمن لبنان واستقراره، ومتابعة الأوضاع في الجنوب بالتعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل وفق القرار 1701”.
وأوضحت مصادر اطلعت على لقاء عون – سيجورنيه ان “الاجتماع لحظ العموميات”، مؤكدة لـ “الديار” انه لم يتم التطرق للورقة الفرنسية قيد الاعداد.

You might also like