سبعة آلاف نازح سوري إلى عكار وسط تخلّي المنظّمات الدولية

الأخبار: نجلة حمود-

تغصّ قاعة بلدية تلبيرة في سهل عكار بمئات النازحين السوريين هرباً من الفتنة في سوريا.

 

عائلات اتّخذت كل منها ركناً لوضع حاجاتها القليلة التي تمكّنت من حملها، مع ما تيسّر من أغطية وفرش وطعام سعت البلدية إلى تأمينه بمساعدة الأهالي.

 

أطفال يفترشون الأرض، يتقاسمون الخبز، وشبان غطّوا في نوم عميق. «لا يُلام»، تقول زوجة أحدهم، فـ«نحن منذ أيام لم نعرف طعم الراحة والنوم، قطعنا الوديان هرباً من أعمال القتل والتصفية، ولم نتوقّع أن نصل إلى هنا».

 

وتضيف: «اقتحمت عصابات مسلحة منازلنا وسلبتنا ما نملك من ذهب ومال. تحت تهديد السلاح، أجبروا إخوتي على التنازل عن الأرض، وبعدها أوثقوهم وأعدموهم بالرصاص».

 

يقول أحد المسنّين: «نحن من منطقة الصبورة في ريف حماه. انتقلنا إلى ريف طرطوس ومنها إلى الحدود ودخلنا إلى عكار عبر الأنهر»، مؤكداً أن «الجميع يريدون المغادرة لكنهم محاصرون. ما يجري هو عملية إبادة».

 

اجتاز النازحون النهر الكبير الجنوبي سيراً على الأقدام إلى قرى سهل عكار

يحتار رئيس بلدية تلبيرة عبد الحميد صقر في كيفية تأمين الاحتياجات للنازحين في بلدته والبلدات المجاورة، مشيراً إلى أن «عدّاد النازحين في تزايد مستمر بسبب الانتهاكات بحق المدنيين العزّل، وكل من يتمكن من الفرار يعبر النهر ويدخل إلى قرانا».

 

ويلفت إلى أن البلدة استقبلت نحو 80 عائلة غادرت سوريا بعد سقوط النظام السوري في الثامن من كانون الأول الماضي، غالبيتهم من ريف حمص وحماه، «ولكن منذ خمسة أيام، عقب المجازر الجماعية في الساحل السوري غادر الآلاف، ولدينا اليوم 284 عائلة، أي 1500 شخص في بلدة تلبيرة فقط».

 

وأشار إلى أن البلدة تضم أساساً نازحين سوريين منذ عام 2011 «تمّ احتضانهم ومعاملتهم كأنهم أهل لنا، لكنّ هناك اليوم إهمالاً من المنظمات الدولية والأمم المتحدة التي لم تتحرك لمعاملة هؤلاء النازحين كأولئك الذين تهتم بهم منذ عام 2011».

 

وأشارت غرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار إلى أن الآلاف نزحوا إلى سهل عكار وبعض بلدات الدريب الأوسط عقب أعمال العنف الأخيرة في الساحل السوري، بعدما اجتازوا النهر الكبير الجنوبي الفاصل بين لبنان وسوريا سيراً على الأقدام إلى القرى والبلدات العلوية في سهل عكار، وتعرّض بعضهم لإطلاق نار أثناء عبورهم. كما أن أعداداً كبيرة توجّهت إلى جبل محسن في طرابلس.

 

وقال محافظ عكار عماد لبكي لـ«الأخبار» إن الحصيلة الأولية حتى الآن هي سبعة آلاف نازح، من بينهم 40 عائلة لبنانية.

 

وأضاف أن معظم النازحين استضافتهم عائلات لبنانية في منازلها، أو نزلوا في القاعات البلدية والجوامع. وأوضح أن غرفة إدارة الكوارث أنجزت إحصاء دقيقاً للنازحين وأماكن تواجدهم، وقد توزعوا على بلدات: تلبيرة، تلحميرة، المسعودية، العبودية، السماقية، حكر الضاهري، العريضة، الحيصة، ضهر القنبر، تلعباس الشرقي، الريحانية، عين الزيت، الحوشب، الدغلة وبربارة.

 

ودعا لبكي «المجتمع الدولي إلى التحرك فوراً لأن السلطات المحلية العاجزة أساساً عن تلبية حاجات النازحين السابقين لن تستطيع أن تلبي حاجات النازحين الجدد»، وأكّد «أن المطلوب التشدد أكثر لضبط الحدود والمعابر غير الشرعية التي تربط بين سوريا ولبنان وعدم السماح بدخول مندسّين».

 

ولفت إلى أن «التواصل جارٍ مع الأمم المتحدة والجمعيات والصليب الأحمر وغرفة إدارة الكوارث لمتابعة المستجدات وإعداد داتا مفصّلة لتأمين المساعدات اللازمة. وسيُعقد اليوم اجتماع لاتحاد بلديات السهل لإعلان التعاون مع NFCR وUNDP والصليب الأحمر وبرنامج الغذاء العالمي، وسنبدأ بتوزيع فرش وبطانيات وطعام ومياه ومواد تنظيف على النازحين».

You might also like