توترت الأوضاع على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل بشكل مفاجىء وبارز، نتيجة عملية إطلاق صواريخ من السهول الواقعة في جنوب قضاء صور باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبحسب متابعين، فإن هذه العملية وضعت المنطقة الحدودية على صفيح ساخن، لا سيما وأن الجانب اللبناني ينتظر طبيعة الرد الإسرائيلي على عملية وصفت بالأقوى منذ حرب تموز (يوليو) من العام 2006.
وفي هذا السياق، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط في حديث لـ”سبوتنيك”، أن “المسألة بكل بساطة تقرأ من خلال ربطها بما يجري في المسجد الأقصى من اعتداءات إسرائيلية على المسجد والمعتكفين والمصلين فيه وتدنيس حرمة المكان والسعي لمرحلة التقاسم المكاني والزماني للمسجد الأقصى في مرحلة أولى ثم هدم هذا المسجد بعد نزع الصفة الإسلامية عنه”.
ورأى حطيط، أن “هذه الصواريخ تقرأ على أنها صرخة احتجاج وتعبير عن غضب وإنذار لإسرائيل”، أما القول بأن “لبنان وضع على صفيح ساخن بأحداث المنطقة هذا أمر لا يعبر عن حقيقة الوضع، أصلًا لبنان ينخرط في المنطقة كجزء منها ويتأثر بما يحصل فيها، والمنطقة الآن في مرحلة التحول من الاضطراب والإرباك العام إلى اتجاه آخر يكون فيه نوع من التهدئة والاستقرار وهذا ما نعتبر أن إسرائيل تفهمه جيدًا من خلال التحولات الدولية والمتغيرات الإقليمية التي تحصل والتي كان صلح بكين أحد عنوانيها الرئيسية”.
ولفت حطيط إلى أن “عدم الإفصاح عن الجهة الفاعلة قد يكون جزءًا من إدارة المعركة، أما بالنسبة للعدو الإسرائيلي فهو يعلم أنه أمام خيارين، إما ابتلاع ما حصل ومراجعة السلوكيات التي تحصل في المسجد الأقصى حتى لا يتطور الأمر أكثر وإما أن يصعد، في حال التصعيد سيترجم في اتجاه من إثنين، إما تصعيد باتجاه غزة ضد الفلسطينيين أو تصعيد باتجاه لبنان وسيضع نفسه أمام مواجهة يعلم كيف تبدأ ولا يعلم كيف تنتهي، مشيرًا إلى أن “الخيارات الإسرائيلية للتصعيد ليست خيارات آمنة لإسرائيل”.
أما عن إمكانية التصعيد، فأوضح حطيط، أن “المسألة متوقفة على القرار الإسرائيلي، إذا إسرائيل شاءت التصعيد فإن التصعيد سيحصل وسيواجه “حزب الله” من لبنان التصعيد الإسرائيلي بما يناسبه من ردود، أما إذا كان التصعيد باتجاه غزة، “فأعتقد أن الرد لن يكون مريحًا للعدو الإسرائيلي، وبصيغة أخرى التصعيد سيقابله تصعيد أما التهدئة فقد تنهي الموضوع حيث وصل”.