خاص tayyar.org-
تركت زيارة الموفد الرئاسي الأميركي توم براك برفقة مورغان أورتاغوس انطباعا بتغيير في مقاربة واشنطن لملف سلاح حزب الله في اتجاه مقاربة أكثر مرونة، وهو مما أتاح للبنان تفعيل صيغة التدرج المتبادل: كل خطوة يقدمها لبنان يجب أن يقابلها إجراء إسرائيلي واضح.
لكن هذا التطور، على أهميته، يبقى مشروطاً بموقف تل أبيب. فإذا تجاوبت إسرائيل مع المسعى الأميركي – الفرنسي ووافقت على تحقيق عملية “الخطوة مقابل خطوة”، فسيكون ذلك بداية مسار تفاوضي يفتح الباب أمام استقرار طويل الأمد على الحدود جنباً إلى جنب مع بحث ملفات أوسع تتعلق بدور حزب الله وسلاحه. أما إذا اختارت إسرائيل المماطلة أو التصعيد، فسينعكس ذلك مباشرة على لبنان الذي لن يتأخر بإعلان تحلله من الورقة الأميركية.
الرهان إذاً مزدوج: ضغط دولي فعّال يقوده الأميركيون، وقدرة لبنان على الحفاظ على تماسكه الداخلي كي لا يتحول إلى ساحة ابتزاز. فاللحظة الراهنة لا تشبه جولات سابقة، إذ أن أي انهيار في المفاوضات قد يفتح الباب أمام مواجهة أوسع في الإقليم، فيما نجاحها قد يمنح لبنان فرصة نادرة لترسيخ استقرار نسبي وسط محيط مشتعل.